وهذا المنهج –على انتقائيته وبُعده عن الإنصاف- لو عوملوا به مثلاً بمثل ما قبلوا. فإنّ من كبار علمائهم ومفكريهم في القديم والحديث مَن انتقد عقائدهم وشعائرهم وطقوس عباداتهم وكتابهم المقدس، مع بقائهم على نصرانيتهم، فضلاً عن أن يكون مصدر النقد من خارج هذه الدائرة.
٦) مهاجمة المسلمين، واستنكار ما يقومون به من جهود دعويّة. ومنها دعوة النصرانيات إلى الإسلام. فيصورون أنّ الهدف من ذلك هو الاستمتاع بهن في الآخرة، وليس حب الخير لهن، بدليل أنَّ الإسلام –كما يقولون- يحتقر المرأة، ويرى أنها ناقصة دين وعقل، وأنها تنقض الوضوء، وأن النّساء أكثر أهل النّار. وبدليل أنَّ الشيوخ المسلمين إذا جاءهم المسلمات للتوبة وتعلم أمور الدين طردوهم شر طِردة –كما ذكر أحدهم أنه رأى ذلك مراراً (١).
وهذه الأقاويل يراد من خلالها الطعن في الإسلام وأتباعه، وتصوير المسلمين على أنهم أهل شهوات. ويراد منها تنفير النَّصارى من الإسلام، وتبغيضه إلى قلوبهم. وكذا إرسال سهام الشك إلى قلوب المسلمات بأنّ دينهن لم يمنحهن المكانة اللائقة.
والخلاصة أنّ موضوعات هذا القسم تسعى لتزيين الدين النصراني، وتشويه الدين الإسلامي.
ولأجل الوصول إلى هذا الهدف يوصم الإسلام بأنّه دين إرهاب وعدوان واستحلال لدماء وأموال المخالفين له إذا لم يدخلوا فيه مكرهين، وتُؤخذ الحوادث التي تقع من آحاد المسلمين لتعميمها على كلِّ مسلم ومسلمة بدعوى أنّها امتثال لأوامر الدّين الإسلامي الذي يحث على كلِّ قبيح، ولو تظاهر المسلمون بخلاف ذلك- كما يقولون.
وهكذا يستمرون في الطعن في عقائد الإسلام وشرائعه، وفي نبيّه وكتابه، وفي السُّنّة النبوية.
(١) انظر الرّابط: groups.yahoo.com/group/JesusLoves_You/message/١٨٤٦٩