للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قبل أن يدخل الغرف التّنصيريّة ويتعرف على حقيقة الدين النصراني ثم يعتنقه، ليجد السعادة والراحة والطمأنينة والانفكاك عن ما يسميه بقيود الإسلام وتعاليمه المخالفة للفطرة والعقل.

ومنهم من يُظهر أنه لا زال على الإسلام إلا أنه متأثر بما يطرحه القس في الغرفة، ثم يُظهر ازدياد تأثره وقناعته بكلام المنصر، وتراه يُمَكَّن من الحديث ليعبر عن ابتهاله للرب أن يهديه طريق الحق، ليُخْتَمَ هذا المشهد -الذي يتكرر كثيراً في هذه الغرف- باعتناقه النصرانيّة وسط ابتهاج النصارى وابتهالهم للرب أن يثبته.

وهذه الحالات لا يعول عليها عند اعتماد المنهج العلمي الصحيح في قبول الأخبار أو ردها، وإن كان من المسلَّم به وجود من يتحوّل إلى النصرانيّة من المسلمين.

وقد سار المسلمون على منهجيّة صارمة في قبول الأخبار، تشترط انتفاء جهالة العين والحال عن الرّاوي للنّظر في روايته.

قال النووي (١) في التقريب والتيسير: «رواية مجهول العدالة ظاهراً وباطناً لا تُقبل عند الجماهير» (٢).

وقال السيوطي (٣) في شرحه لكتاب النووي المتقدم: «(وأما مجهول العين)، وهو القسم الثالث من أقسام المجهول: (فقد لا يقبله بعض من يقبل مجهول العدالة)، وَرَدُّهُ هُوَ الصَّحِيحُ الذي عليه أكثر العلماء من أهل الحديث، وغيرهم» (٤).


(١) هو أبو زكريا محيي الدين يحيى بن شرف الحوراني النووي الشافعي. ولد بنوا من قرى حوران بالشّام سنة ٦٣١هـ ومات بها سنة ٦٧٦هـ. علاّمة بالفقه والحديث، وله: شرح مسلم- رياض الصالحين- الأربعون حديثاً- شرح المهذب- التبيان في آداب حملة القرآن، وغيرها. انظر: الأعلام، الزركلي ٨/ ١٤٩ - ١٥٠.
(٢) انظر: تدريب الراوي في شرح تقريب النواوي، السيوطي ١/ ٣٧٢.
(٣) هو جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر بن محمد الخضري السيوطي. ولد بمصر سنة ٨٤٩هـ، ومات بها سنة ٩١١هـ. له نحو ستمائة مصنف، منها: الإتقان في علوم القرآن- الأشباه والنظائر- الألفية في مصطلح الحديث- الألفية في النحو- تدريب الرّاوي- الدر المنثور في التفسير بالمأثور، وغيرها. انظر: الأعلام، الزركلي ٣/ ٣٠١ - ٣٠٢.
(٤) انظر: تدريب الرّاوي، السيوطي ١/ ٣٧٣.

<<  <   >  >>