للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

المسلمين، وإبراز ما يمكن أن يكون ثغرات تبث حولها الشّكوك والشّبهات والتساؤلات.

ومن يومها والغربُ مستمرٌ في محاولة تشويه الإسلام دون أن يكلف نفسه عناء دراسة الإسلام على حقيقته (١).

وأخذت الثانية مهمة تنصيرَ العامّةِ من خلال الدعوة المباشرة، أو غير المباشرة عن طريق

صانعي الخيام أو المندسين خلف ستار الخدمات الطبيّة والتعليميّة والاجتماعيّة ونحوها.

وبهذا نفهم السبب الذي يجعل النصراني -في الغالب- يعادي الإسلام أشد العداء، مما يجعله يتنكب سبيل العدل والإنصاف حين ينظر إلى الإسلام وكتابه ونبيه - صلى الله عليه وسلم -.

ولهذا لا نعجب حين يحمل النصارى على عواتقهم مهمة مقدسة تتمثل في تشويه الإسلام، والوقوع في القرآن الكريم والنبي المصطفى والسنة النبوية تكذيباً وتشكيكاً وسخريةً واستهزاءً، مدفوعين بالأسباب المتقدمة، مع ما أجمعت عليه سائر فرقهم من كون المسيح - عليه السلام - جاء متمماً لشريعة الفداء، فلا يتصور عندهم مجيء رسول ولا كتاب بعده (٢).

يقول المستشرق هور غرونبه (٣) -بعد أن درس الإسلام، وعاش في مكة ستّة أشهر-: «إنّ العالم المسيحي يقف من الإسلام موقفاً يتصف بسوء الفهم والتّزييف» (٤).

ويضرب لهذا بعض الأمثلة، فيقول: «وكذلك فإنّ العائلة المسلمة ليست بصورة عامّة كما يقال عنها، فالحجْر على المرأة ليس تامًّا، والزّواج من امرأة واحدة أكثر شيوعاً، وقد


(١) انظر: ماذا يريد الغرب من القرآن، عبد الراضي، ص٧٢.
(٢) يقول الأنبا يوأنس في كتابه "عقيدة المسيحيين في المسيح"، ص٣٨: «بكل هذه المعاني دعي المسيح نبيًّا، وكان هو خاتم السلسلة النبوية للعهد القديم، وبه وفيه انتهت الوظيفة النبوية». وكلامه هذا تقرير جازم منه بأنّ كل قول بالنّبوة بعد المسيح هو ادعاء وكذب. وهو يناقض ما ذكره في مواضع أخرى من كتابه بأنّ المسيح ليس نبيًّا أو رسولاً بل هو الله الظاهر في الجسد أو ابن الله الحي!
(٣) مستشرق هولندي، ولد عام ١٨٥٧م، ورحل إلى جاوة وأقام بها سبع عشرة سنة في خدمة حكومتها، وزار مكة متسمياً بعبد الغفار. يعد من رواد دراسات الفقه الإسلامي والأصول والحديث والتفسير في أوروبا، وله عدة مؤلفات، وتوفي عام ١٩٣٦هـ. انظر: المستشرقون، عقيقي ٢/ ٦٦٦.
(٤) انظر: الإسلام في الفكر الأوروبي، إلبرت حوراني، ص٥٤.

<<  <   >  >>