للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ومنها أنّ عثمان أخذ مصحف حفصة (١) قهراً وغلاه بالزيت ثم حَرَّقه، وضرب زيداً (٢) وأجبره على الكتابة، واختلف مع محمد بن أبي بكر (٣) في أمر الكتابة -وكان من كتبة

الجمع- فسبّه محمدٌ ثم شارك في قتله بعد ذلك.

ومنها أنّ هذا الجمع شهد خلافاً شديداً بين الصحابة كاد يصل حد الاقتتال.

ومنها أنّ الآية الثانية والعشرين من سورة الأحزاب لم توجد إلا عند أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - (٤)، فأضيفت في مصحف عثمان بناءً على قول النبي - صلى الله عليه وسلم - عن شهادة هذا الصحابي أنها تعدل شهادتين.

قال صاحب الشبهة: «وسبب تزكية النبي شهادة أبي سعيد الخدري ما رواه البخاري ومسلم من أنَّ النبي أخذ ظلماً [هكذا افترى] شاةَ يهودي في السوق، فطلب اليهودي شاهداً، فأتى أبو سعيد وبذل الشهادة. فلما أخذ النبي الشاة وانصرف سأل أبا سعيد عن شهادته عن شيء لم يره، فقال: (إني أصدقك بخبر السماء فكيف لا أصدقك بخبر شاة)، فعندها زكَّى النبي شهادته. وبالتالي فإنَّ هذه الآية أضيفت للقرآن بشهادة شاهد زور» (٥).

ثالثاً: أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يقرأ الآية بالليل فينساها بالنهار، فنزل قوله تعالى: {مَا نَنْسَخْ مِنْ


(١) هي أم المؤمنين حفصة بنت عمر بن الخطاب. تزوجها النبي - صلى الله عليه وسلم - سنة ثلاث من الهجرة. روت عدة أحاديث، وتوفيت سنة إحدى وأربعين. انظر: سير أعلام النبلاء، الذهبي ٢/ ٢٢٧ - ٢٣١.
(٢) هو أبو سعيد زيد بن ثابت بن الضحاك الخزرجي، شيخ المقرئين والفرضيين ومفتي المدينة وكاتب الوحي وصاحب المناقب الجمّة. كان من جمعة القرآن في الجمعين، وتوفي سنة خمس وأربعين، عن ست وخمسين سنة. انظر: سير أعلام النبلاء، الذهبي ٢/ ٤٢٦ - ٤٤١.
(٣) هو محمد بن أبي بكر الصديق. ولد عام حجة الوداع، ونشأ في حجر علي - رضي الله عنه - لأنه تزوج أمّه، وتولّى له إمارة مصر سنة سبع وثلاثين. كان ذا عبادة واجتهاد، وقتل سنة ثمان وثلاثين. انظر: سير أعلام النبلاء، الذهبي ٣/ ٤٨١ - ٤٨٢. والإصابة، ابن حجر ٦/ ١٩٣ - ١٩٤.
(٤) هو سعد بن مالك بن سنان، الإمام المجاهد مفتي المدينة. شهد الخندق وبيعة الرضوان، وكان من المكثرين من الرواية، وأحد الفقهاء المجتهدين، ومات سنة ثلاث وستين. انظر: سير أعلام النبلاء، الذهبي ٣/ ١٦٨ - ١٧٢.
(٥) انظر الرّابط: www.copticforum.net/showthread.php?=١٠٨٧٢، وقد أورد فيه الكاتب جل الشبهات التي يكرر النصارى طرحها في المنتديات وباقي منافذ الخدمات التفاعليّة. وفي الذي ذُكر هنا تظهر الجرأة على كيل التّهم والألفاظ السيئة بحق النبي - صلى الله عليه وسلم - وصاحبه - رضي الله عنه -.

<<  <   >  >>