للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

التَّنصير، والتي يجب الاستمرار في تسخيرها لخدمة العمل التَّنصيري.

يقول ميلر بروز (١): «لقد أدى البرهان إلى أنَّ التعليم أثمن وسيلة استغلها المبشرون الأمريكيون في سعيهم لتنصير سورية ولبنان».

ويقول منصِّر آخر: «إنَّ التعليم في مدارس الإرساليات المسيحية إنما هو واسطة إلى غاية فقط؛ هذه الغاية هي قيادة الناس إلى المسيح وتعليمهم حتى يصبحوا أفراداً مسيحيين وشعوباً مسيحيّة» (٢).

وهكذا انطلق المنصِّرون ينشؤون المدارس والمعاهد والكليات والجامعات (٣)، ويبثون المعلمين المنصِّرين فيها، ويستقبلون الطلاب المبتعثين للدراسة في البلاد النَّصرانيَّة، ويحاولون الإسهام في صياغة مناهج التعليم في البلدان المستهدَفة بالتَّنصير، إلى غير ذلك من صور التَّنصير عبر الخدمات التعليمية.

الوسيلة الثالثة: الوسائل الإعلاميّة

قد يكون الإعلام اليوم هو السّلاح التَّنصيري الأول. ففي ظل طغيان العولمة الإعلاميّة ربما صار ممكناً الوصول إلى معظم النّاس عبر الإذاعة أو التلفاز أو الشبكة العالميّة.

ولهذا فليس من المستغرب قيام العشرات من الهيئات والمنظمات النَّصرانيَّة في بلاد شتّى بإنشاء المحطات الإذاعيّة، والتخطيط لها، وتبادل الخبرات والاستشارات، وعقد المؤتمرات والندوات، والدورات التأهيليّة للكوادر العاملة في هذه المحطات، وإجراء البحوث والدراسات على المستمعين بغرض تقييم البرامج الإذاعية (٤).


(١) هو رئيس قسم لغات الشرق الأدنى وآدابه، وأستاذ الفقه الديني الإنجيلي بجامعة "ييل". عمل أستاذاً بجامعة "براون"، وأستاذاً زائراً بالجامعة الأمريكيّة في بيروت، وله عدة مؤلفات. انظر: قالوا عن الإسلام، عماد خليل، هامش ص٥١.
(٢) انظر: التَّبشير والاستعمار؛ فروخ وخالدي، ص٦٦ - ٦٧.
(٣) استقرأ الباحث عبدالعزيز البداح، في رسالته للماجستير، حال المدارس الأجنبيَّة في البحرين، وخلص إلى أنَّ هذه المدارس قامت بجهود تنصيريَّة كبيرة. انظر: المدارس الأجنبيّة في الخليج واقعها وآثارها دراسة ميدانيَّة، ص٢٨٢ - ٢٨٣.
(٤) انظر: الإذاعات التَّنصيريَّة الموجهة إلى المسلمين العرب؛ كرم شلبي، ص٦٣.

<<  <   >  >>