للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الأمر الرابع: القول بأنّ مخطوطات القرآن الكريم، ولا سيما مخطوطات صنعاء، فيها ما يثبت أنَّ القرآن قد تعرضّ للتحريف والتبديل؛ قولٌ بعيدٌ عن المنهج العلمي الموضوعي.

ذلك أنّ جُلَّ مخطوطات القرآن الكريم التي تعود إلى القرون الهجريّة الأولى هي وديعةُ مكتبات لندن وأوسلو وبرلين وباريس ولينغراد والفاتيكان (١)، وهي عواصم نصرانيّة؛ لو وَجدت فيها الدلالة على ما تريد ما احتاجت إلى الإحالة على مخطوطات البلاد الإسلامية، كمخطوطات صنعاء وتركيا وسمرقند وغيرها.

وأمّا مخطوطات صنعاء فقد اكتشفت في عام ١٣٨٥هـ الموافق ١٩٦٥م، وتتميز بكثرة كميتها وقدم تاريخها، ومن بينها أكثر من مائة مصحف ترجع إلى القرون الهجريّة الأول والثاني والثالث والرّابع والخامس. وقد خضعت للدراسة التي بيّنت سلامة النص القرآني من أي شائبة تحريف أو تبديل (٢).

لقد استدعى مدير إدارة الآثار اليمنيّة خبيرين ألمانيين للمساعدة على ترميم هذه المخطوطات والعناية بها، غير أنّهما قاما بتصوير أكثرَ من خمس وثلاثين ألف ورقة، ثم كتب كلٌّ منهما مقالة عن هذه المخطوطات (٣)، خلاصتها في أمرين:

أولهما: الملاحظات الطفيفة في أمور تتعلق بالإملاء والنّسخ ممّا لا يمس وحدة النص.

هذه الفروق التي أشاروا إليها هي من قبيل ما يلي (٤):

- كتابة كلمة (كلّما) في كلمتين هكذا (كلّ ما)، في مثل قوله تعالى: {كُلَّمَا دَخَلَتْ أُمَّةٌ لَعَنَتْ أُخْتَهَا} (٥). وهذا الاختلاف لا يغير في النطق ولا المعنى شيئاً.


(١) انظر: المخطوطات القرآنية في صنعاء من القرن الأول والثاني الهجريين وحفظ القرآن الكريم، غسّان حمدون، ص١، كتاب إليكتروني بصيغة PDF، منشور في موقع المؤلف على الشّبكة، وعنوانه:
www.hamdoun.net/Default.aspx?value=ctgItem-٣-٨
(٢) المرجع السابق، ص٢.
(٣) انظر: مزاعم المستشرقين حول القرآن الكريم، محمد مهر علي، ص٢٢، ٢٦.
(٤) الأمثلة هنا من بحث الدكتور غسّان حمدون، الصفحات ١٠، ١٤، ١٨ على الترتيب.
(٥) سورة الأعراف، من الآية ٣٨.

<<  <   >  >>