للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ولهم اهتمام بالمجلات التَّنصيريَّة، ولعل أهمها مجلة العالم الإسلامي، التي لا تزال تصدر منذ قرابة مائة سنة.

الوسيلة الخامسة: الخدمات الاجتماعيّة

اهتم المنصِّرون كثيراً بهذه الوسيلة، وسخروها في تحقيق أهدافهم. فأنشؤوا المخيمات والمعسكرات وبيوت الطلبة وملاجئ الأطفال، وخصصوا بيوتاً للفتيات المطلقات والأرامل الصغيرات. وأقاموا الأندية الناشطة بالحفلات والمحاضرات وليالي السّمر. وهناك المطاعم ودور السينما وبيوت الرذيلة. ولهم اهتمام بالمشاريع الزراعية وتربية الدواجن ومخالطة مجتمع المزارعين. ولهم إسهام في المشروعات الصناعية، ومخالطة الحرفيين في مصانعهم. ولبعضهم توجه في تزويج النصرانيات من المسلمين بغية التأثير عليهم. إلى غير ذلك من صور الخدمات الاجتماعيّة (١).

وبعد استعراض هذه الوسائل يجدر الإشارة إلى وجود غيرها، كالمؤتمرات التَّنصيريَّة التي تراجع آليات العمل التَّنصيري من حين لآخر. وكالمراكز المعنية بالدراسات والتدريب لخدمة هذا المجال. وكأسلوب صانعي الخيام الذي يتسلل من خلاله المنصِّرون تحت لباس المهن الطبيّة والتعليميّة والحرفيّة وغيرها (٢). وكالأعمال الإغاثيّة التي تستغل في الدعوة للنصرانيّة في كثير من الأحيان.

ولعل آخر الوسائل التي سخرت لخدمة العمل التَّنصيري هي شبكة المعلومات العالميّة. ولهذا يجيء هذا البحث لدراسة جوانب استخدام الخدمات التفاعليّة للشبكة من أجل نشر النَّصرانيَّة والدعوة إليها.

ومن المناسب إيراد تعريف موجز بهذه الوسيلة، وذلك في المبحث التّالي.


(١) انظر: التَّنصير في القرن الإفريقي ومقاومته، سيد أحمد علي، ص١٢٦ - ١٣٨.
(٢) لمعلومات أكثر حول هذا الأسلوب؛ يمكن الرجوع إلى: التنصير مفهومه وأهدافه ووسائله وسبل مواجهته، علي النملة، ص٧٣ - ١٠٦. والتغلغل الصليبي في منطقة الخليج، أحمد فون دنفر، ترجمة سالم المولى، ص٩ - ١٥.

<<  <   >  >>