للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وكون الآية الأخيرة منها قُسِمت آيتين في الطبعة القديمة، وكون الحروف المقطعة من سورة البقرة رقَّمت آية في الطبعة الحديثة فأصبحت عدد آيات السورة مائتين وخمساً وثمانين.

وهو بهذا يؤكد -من حيث يدري أو لا يدري- سلامة النص القرآني، وعصمته من التحريف، على مدى قرون الإسلام كلها؛ إذ غاية ما عدَّه فروقاً جوهريةً لم يكن إلا تغييراً في موضع ترقيم الآية دون المساس بالمحتوى في قليل أو كثير.

الأمر الخامس: دعوى الأخطاء النَّحوية في القرآن مدفوعة بما تقدم في الأمر الأول من الرد المجمل (١).

الأمر السادس: دعوى دلالة القرآن على صحة العقائد النصرانيّة (٢) يدفعها ما تقدم في الأمر الرّابع من الرد المجمل (٣)، وفيه تصريح القرآن الكريم بتكفير معتنقي عقيدة التثليث، وهي العقيدة التي تجمع عليها طوائف النّصارى.

وكم في القرآن من النكيرِ على هؤلاء في غلوهم في عيسى بن مريم - عليه السلام -، وتجنيهم على الرب العظيم حين جعلوا له الولد، وإعلانِ المسيح براءته يوم القيامة ممن اتخذه وأمَّه إلهين من دون الله.

وكم فيه من بيانِ توبة آدم - عليه السلام -، وقبولِ الله تعالى لها، وأنّه لا تزر وازرة وزر أخرى. وفي هذا نسف لعقيدة الخطيئة الأولى، التي تؤمن بها كلُّ الطوائف النصرانيّة.

وفي الكتاب العزيز بيان مساواة عيسى بن مريم - عليه السلام - في مهمة البلاغ لباقي إخوانه


(١) انظر صفحة ٢١٨، وللاستزادة في كشف هذه الدّعوى: انظر: مجموع فتاوى شيخ الإسلام ١٥/ ٢٥١ وما بعدها، ودفاع عن القرآن الكريم أصالة الإعراب ودلالته على المعاني في القرآن الكريم واللغة العربية؛ لمحمد حسن جبل، والرد على شبهات حول أخطاء إملائيّة في القرآن الكريم؛ لعبد الرحمن دمشقية.
(٢) لكبير الكنيسة القبطية الأرثوذكسية شنودة الثالث بحث في هذا الجانب. انظر ملخصه مع الرد عليه في كتاب (مواجهة صريحة بين الإسلام وخصومه)، لعبد العظيم المطعني، ص١٤ - ٧٠. وله أيضاً كتاب (القرآن والمسيحية)؛ انظر ملخصه والرد عليه في كتاب (رد افتراءات المبشرين على آيات القرآن الكريم)، لمحمد جمعة عبد الله، ص٩٤ - ١٩٩.
(٣) انظر صفحة ٢٢١.

<<  <   >  >>