للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وبهذه الشهادة من محققين نصارى لا يجد الباحث المتجرد أيَّ سبب يجعله يثق بكتابٍ لم يمله عيسى - عليه السلام - أو يشهد كتابته، وكان كتبته مجهولون شخوصاً وأهدافاً، ولا توجد له مخطوطة واحدة أصلية، وكل ما وجد من نسخ هي ترجمات لمترجمين مجهولين شخوصاً وأهدافاً.

أضف لهذا أنّ مخطوطات الكتاب المقدس لا يكاد يوجد بينها مخطوطتين متشابهتين تماماً.

ناهيك عن محتويات الكتاب المقدس عند النصارى مما يقدح في مقام الذات الإلهية العليّة، وفي سير الأنبياء والمرسلين، وما فيه من اختلافات وتناقضات وأخطاء علميّة وجغرافيّة وتاريخيّة، وغير ذلك (١).

ويمكن أنْ نُضيف هنا مقتطفات من كلام أحد علماء الكتاب المقدس، وهو الدكتور روبرت كيل تسلر، حيث يقول: «ووجهة نظرنا أنَّ الكتابَ المقدس مليءٌ بالنبضات الإلهية والحقائق الكبرى، ولكنّه أيضاً كتابٌ بشري يحتوي على ما لا يحصى من النقص بكلِّ أشكاله» (٢).

ويقول عن مخطوطات هذا الكتاب: «لا يوجد على الإطلاق نصٌّ أو مصدرٌ أساسي، وكلُّ ما لدينا هي فقط مخطوطاتٌ يدويّة قديمة تشير فقط إلى نُسَخٍ منقولة بدورها عن نسخ أخرى» (٣).

ويرى أنّ هذه المخطوطات اليدويّة لا يوجد فيها مخطوطتان متفقتان، بل بينها من الاختلافات ما يزيد عن خمسين ألف اختلاف (٤).


(١) من الكتب المهمة في هذا الجانب كتاب (إظهار الحق) لرحمة الله الهندي، وقد ذكر فيه ١٢٥ اختلافاً في الأناجيل (١/ ١٦٨ - ٢٤٦)، و١١٠ غلطاً فيها (٢/ ٢٥٧ - ٣٥٢)، و٣٥ شاهداً على التحريف بالتبديل (٢/ ٤٣١ - ٤٦١)، و٤٥ شاهداً على التحريف بالزيادة (٢/ ٤٦٣ - ٥١٢)، و٢٠ شاهداً على التحريف بالنقصان (٢/ ٥١٣ - ٥٣٩). وانظر أيضاً: التحريف والتناقض في الأناجيل الأربعة، سارة العبَّادي.
(٢) انظر: حقيقة الكتاب المقدس، روبرت كيل تسلر، ترجمة علاء أبو بكر، ص١٣.
(٣) المرجع السّابق، ص١٤.
(٤) المرجع السّابق، ص١٥.

<<  <   >  >>