للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وكان زواجه من جويرية بنت الحارث ? (١) إعانةً لها على افتداء نفسها، وسبباً في إعتاق مائة بيت من أسارى بني المصطلق، فكانت عظيمة البركة على أهل بيتها.

والزواج بهؤلاء الطاهرات الفاضلات هيأ لنساء الأمة معلمات يرشدنهن فيما يختص بهن من أمور يستحين من طرحها على النبي - صلى الله عليه وسلم -، ويستحي هو من مزيد التفصيل فيها.

فقد جاءت امرأة إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقالت: يا رسول الله، إنَّ الله لا يستحيي من الحق فهل على المرأة من غسل إذا احتلمت؟ قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: (إذا رأت الماء). فغطت المرأة وجهها

وقالت: يا رسول الله وَتحتلم المرأة؟ قال: (نعم تربت يمينك فبم يشبهها ولدها؟) (٢).

وجاءت امرأة تسأل النّبي - صلى الله عليه وسلم - عن غسلها من المحيض، فعلّمها كيف تغتسل، قال: (خذي فرصة من مسك فتطهري بها). قالت: كيف أتطهر؟ قال: (تطهري بها). قالت: كيف؟ قال: (سبحان الله تطهري). فاجتبذتها عائشة ?، وقالت: تتبعي بها أثر الدم (٣).

الأمر الثاني: الطعن في زواجه - صلى الله عليه وسلم - بعائشة ? يجاب عنه بما يلي:

أولاً: تقدم في الرد المجمل سرد الأدلة التي تُثبت أنّ النّبيّ - صلى الله عليه وسلم - لم يكن من طلاّب الشّهوات (٤).

ثانياً: لو كان في هذا الزواج مطعن ومأخذ لطار به الكفار، فقد كان في أشد أوقات عداء الكفار للنبي وصحبه، وذلك قبل الإذن بالهجرة إلى المدينة النبويّة، ولكنهم استقبلوا الخبر كما يستقبلون غيره مِن أخبار مَن تزوج.


(١) هي أم المؤمنين، جويرية بنت الحارث المصطلقيّة. سبيت يوم غزوة المريسيع سنة خمس، فأسلمت وتزوجها النبي - صلى الله عليه وسلم -، وأطلق لها الأسارى من قومها. توفيت سنة خمسين. انظر: سير أعلام النبلاء، الذهبي ٢/ ٢٦١ - ٢٦٥.
(٢) رواه البخاري في صحيحه، كتاب العلم، باب الحياء في العلم، ح١٣٠، ص٤٥. ورواه مسلم في صحيحه، كتاب الحيض، باب وجوب الغسل على المرأة بخروج المني منها، ح٣١٣، ١/ ١٥٣.
(٣) رواه البخاري في صحيحه، كتاب الحيض، باب دلك المرأة نفسها إذا تطهرت من المحيض .. ، ح٣١٤، ص٨٦، واللفظ له. ورواه مسلم في صحيحه، كتاب الحيض، باب استحباب استعمال المغتسلة من الحيض فرصة من مسك في موضع الدم، ح٣٣٢، ١/ ١٦٠.
(٤) انظر صفحة ٢٦٢.

<<  <   >  >>