للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الحال بمن جاء دينٌ يُصادم عقائدهم ويُسفِّه مذاهبهم؟!

وبعد هذه الجوانب الإجماليّة نأتي إلى تفصيل الرد.

المسألة الثانية: الرد المفصل، ويقال فيه ما يلي (١):

الأمر الأول: القول بأنّه صح في الحديث أنّ عيسى - عليه السلام - يأتي آخر الزّمان حَكَماً مقسطاً وديّاناً عادلاً؛ يحتاج إلى شيء من البسط.

ذلك أنّ المعتقد الإسلامي ينص على أنّ عيسى - عليه السلام - لما تآمر اليهود على قتله، ألقى الله شبهه على غيره، ورفع المسيح إليه، {وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلَّا اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا (١٥٧) بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا} (٢).

ثم لا تقوم السّاعة حتى ينزل عيسى بن مريم إلى الأرض عند المنارة البيضاء شرقي دمشق، فيَقتل المسيح الدّجال، ويُهلك الله بعد ذلك يأجوج ومأجوج، ثم «يتفرغ للمهمة الكبرى التي أُنزل من أجلها، وهي تحكيم شريعة الإسلام، والقضاء على المبادئ الضالة والأديان المحرفة» (٣)، فيَكسر الصّليب، ويَقتل الخنزير ولا يَقبل إلا الإسلام.

ثم يطيب العيش في الأرض للمسيح والمؤمنين، ويبارَك لهم في الأرزاق، حتى يرسلَ الله عليهم ريحاً طيبةً تأخذ تحت آباطهم فتقبض روح كل مؤمن، ولا يبقى إلا شرار الخلق فتقوم عليهم السّاعة (٤).


(١) الرّدّ هنا على الشّبهات حسب ترتيب ورودها في مطلب الشّبهات.
(٢) سورة النّساء، الآيتين ١٥٧ - ١٥٨.
(٣) انظر: القيامة الصغرى وعلامات القيامة الكبرى، عمر الأشقر، ص٢٦٤.
(٤) جل جمل المعتقد الإسلامي أُخذت من حديث النّواس بن سمعان - رضي الله عنه -، المروي عند مسلم، كتاب الفتن وأشراط السّاعة، باب ذكر الدّجال وصفته وما معه، ح٢٩٣٧، ٢/ ١١٤١ - ١١٤٣.

<<  <   >  >>