من أمه، وربما أقاموا حفلات التحريق والشواء للهنود الحمر.
ونتيجة لذلك لما دُعي زعيم قبيلة إلى التنصر ليكون مصيره الجنة، سأل عن هذه الجنّة إنْ كان بها مسيحيون، فلما قيل له نعم، قال:"إنني أفضل دخول النّار على أن ألتقي بهم في الجنّة .. أرسلوني إلى النّار"(١).
هذا هو الفتح النصراني! فهل يقارن بالفتح الإسلامي الذي جعل بلداناً كثيرةً تدخل في الدين بدعوة شخص واحد، أو عدة أشخاص، لا يحملون إلا سلاح الإيمان والعقيدة في قلوبهم، والخلق الحسن في تعاملهم.
الفرع الثالث: الرد على الشبهة الثالثة
خلاصة هذه الشبهة الطعن في الحدود التشريعيّة في الإسلام، ووصفها بالقسوة والشدّة والبشاعة، وعدم توافقها مع احترام إنسانيّة المرء، في عصر سمت فيه مدركات البشر عن هذه العقوبات الوحشيّة إلى غيرها مما هو ألطف، كالسّجن أو الإلزام بأعمال تطوعيّة أو نحو ذلك، كما يقولون.
لقد اتخذ كثير من النّصارى تلك المقولة مدخلاً للتّنفير من الإسلام، وتبغيضه في نفوس النّاس، مسلمهم وكافرهم.
والحقّ أنَّ هذه العقوبات زاجرةٌ منفرةٌ من اقتراف ما رتب عليه من الجرائم، إلا أنّ هناك أسئلة رئيسيّة، متى نوقشت بتجرد؛ تبينت الحقائق وتكشفت.
أوّلها: هل انفرد الإسلام بتقرير هذه الحدود دون ما سبقه من الأديان السّماوية؟
والثّاني: هل تتضمن هذه التشريعات حِكَماً تفوق ما فيها من قسوة؟
والثّالث: أليس في العقل الصحيح والمنطق المستقيم والفطرة النّقية دلالة على صحة إقامة الحدود؟