لقيت الخدمات التفاعلية اهتماماً كبيراً من المنصرين، لما لها من هيمنة على غالبية اهتمام مستخدمي الشبكة، ولما تيسره من تواصل سهل مع مجموعات كبيرة من النّاس في كل أنحاء العالم، ولما يتسم به الاتصال التفاعلي من صفات تأثيريّة لا تكاد توجد في غيره.
تظافرت أقوال المنصرين وأفعالهم الدّالةُ على الاهتمام الواضح بالخدمات التفاعليّة للشبكة، ولهم جهود كبيرة متنوعة في التعريف بهذه الخدمات، وبيان أنجح الوسائل التي دلّت التجارب على تأثيرها في نفوس المدعوين. وتتسم هذه الجهود بالتنظيم، والالتقاء تحت مظلة اتحادات وهيئات ومؤسسات تؤلف بينها، وتوفر الدعم المادي والاستشاري والتقني والفني.
عرّف الباحث المنتديات الحواريّة بأنّها تجمعٌ مكانيٌّ افتراضيٌّ على شبكة المعلومات العالميّة، لأناسٍ يشتركون في جانب من الاهتمامات، عبر شكل من أشكال المواقع على الشبكة، يمكن العضو من كتابة موضوع يقرؤه بقية الأعضاء ويكتبون عليه ردودهم ومناقشاتهم.
إنّ الجهد المبذول من قبل النصارى في استغلال وسيلة المنتديات الحواريّة جهدٌ كبير في حجمه، متنوع في سبل عرضه، قوي في شكل طرحه. وهو في الجملة يأخذ ثلاثة أشكال رئيسيّة. أولها عرض الديانة النصرانية وفق معتقد الكنيسة التي ينتمي إليها أصحاب المنتدى، وثانيها الدعوة إلى اعتناق النصرانية، وثالثها الهجوم على كل ما يتعلق بالإسلام. وللوصول إلى الأهداف السّابقة يسلكون طرقاً كثيرةً بيَّن الباحث ما وقف عليه منها.
اختار الباحث في تعريف المجموعات البريديّة أن يقال أنها نظامٌ لإدارة وتعميم الرسائل على مجموعة من الأشخاص المشتركين بالقائمة عبر البريد الالكتروني.
تبذل المجموعات البريدية النصرانية جهداً دعويًّا كبيراً. وذلك من خلال الرسائل التي تختص بالديانة النصرانية بهدف تثبيت العقيدة في نفوس أتباعها وتقوية إيمانهم والحيلولة دون تأثرهم بالأديان الأخرى، وباستخدامِ الرسائل التي تدعو لاعتناق النصرانية بأسلوب صريح مباشر، أو عن طريق سرد قصص المتحولين إلى النصرانية وما وجدوه من سعادة، أو القصص التي تحكي جوانب الرحمة والإنسانية في النصرانية، أو عن طريق الترغيب
والترهيب. وكذلك بواسطة الرسائل التي تهاجم الإسلام وتسعى لتشويهه وتبغيضه إلى قلوب