للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

(الجبرية الاجتماعية)، أو قهر اجتماعي يفرضه عليه العقل الجمعي للقطيع البشري ويستمد شواهده المؤيدة من عالم الحيوان ومجتمع الحيوان (١).

أما المذاهب النفسية فمن واضح الأمثلة عليها (مدرسة التحليل النفسي):

فاليهودي (فرويد) استمد من حيوانية الإنسان نظريته في تفسير السلوك الإنساني من الولادة حتى الوفاة تفسيراً حيوانياً بشعاً، فهو يرى أن الدافع الجنسي هو دافعه الوحيد، فالمولود يرضع ثدي أمه بدافع جنسي، ويتبرز بدافع جنسي، ويظل يتعامل مع الآخرين بناءً على هذا الدافع وحده، والدين والأخلاق والمثل العليا كلها نابعة من هذا الدافع أيضاً، وهكذا فالإنسان عند فرويد ليس حيواناً فحسب، بل هو حيوان جنسي، وراء كل حركة منه شهوة جنسية ظاهرة أو خفية، (٢) واستمد من ماديته (جبرية نفسية تجعل الإنسان خاضعاً لغريزته مسَّيراً بها بلا اختياره، فهو لا يملك إلا الانصياع لأوامرها وإلا وقع فريسة الكبت المدمر للأعصاب (٣).

واليهودي (دور كايم) وعلم النفس -بصفة عامة- يدرس الإنسان كما يدرس أي حيوان ثديي، والنظريات النفسية التي استنتجها (بافلوف، وثورندايك، وواطس، وهول) وأضرابهم، إنما استنبطت من التجارب التي أجراها أولئك على الكلاب والقردة والفئران ... إلخ!! (٤).

وهكذا تركت نظرية داروين فيما يتعلق بحيوانية الإنسان


(١) انظر: قواعد المنهج في علم الاجتماع (٤٢) و (٢٢٢).
(٢) انظر: الموجز في التحليل النفسي لفرويد (٢٢ - ٢٤).
(٣) انظر: الإنسان بين المادية والإسلام (٥١).
(٤) انظر: الإنسان والعلاقات البشرية (٣٢٩).

<<  <   >  >>