وقالت الكنيسة: إن المرض من الشياطين يمكن مداواته بإقامة القداس، والتمسح بالصلبان، وقال الطب: إن سبب المرض كائنات بالغة الدقة يمكن إفناؤها بالمستحضرات الكيماوية، وأخفقت الكنيسة في حين نجح العلم وأثبت جدواه.
وهكذا سلسلة طويلة محزنة، في مقدور الرجل العادى أن يستعرضها ليخرج بنتيجة حاسمة هي أن العلم دائماً على صواب، وأن الدين على خطأ باستمرار، لاسيما وأن الكنيسة قد علمته أن ليس ثمة شيء يستحق أن يسمى ديناً إلا تعاليمها المقدسة، وإزاء ذلك بدا من المنطقي جداً أن تتعالى أصوات الناقمين من العلماء وسواهم: ليتحرر العلم من قيود الدين، ولتذهب تعاليم الدين إلى الجحيم.
العلم هو وحده الحق والحكم وهو مصدر النور، كما أنه منبع الرفاهية، أما الدين فجمود ورجعية وخرافات وأساطير.
وإذا عرضت مسألة فليخرس الدين ولينطق العلم!
ليبحث العلماء، ويستخرجوا قوانين الطبيعة وأسرار الكون في الهواء الطلق بعيداً عن الدين!
الدين شيء، والعلم شيء آخر، لا علاقة بينهما إلا التضاد، وإذا كان لابد من إخضاع أحدهما للآخر فليخضع الدين، ولتطبق كل حقائق الدين كالوحي والمعجزات والروح والخلود داخل المعامل والمختبرات، وإلا فلتسقط إلى الأبد!
والحذر الحذر أن يخطئ رجل العلم؛ فيضمن أبحاثه وتجاربه شيئاً من مصطلحات رجل الدين، أو يقحم شيئاً من تفسيرات الدين في صلب تفسيراته لمظاهر الطبيعة؛ لأن ذلك إفساد للروح العلمية وأي إفساد!
وإذا جاز لرجل العلم أن يعتقد شيئاً من الدين بدافع شخصي