(مضاد للمصادفة)، وهى مرضية في نظره بكلمة (الله) التي يجب أن تنسخ من المعاجم ويمنع استعمالها)، (ويدل الاعتراض الوارد في الرسالة المذكورة على أن عدم التسامح المنتشر في القرون الوسطى لم يمت، مع أنه انتقل إلى المعسكر الثاني، ولحسن الطالع لا يتمتع مراسلي بالسلطة الكافية لفرض اعتقاداته الصبيانية على مواطنيه باسم العقل، ويمكن التثبت أيضاً من أن بعض (أحرار الفكر) ينظرون إلى الحرية نظرة تشبه نظرة الديكتاتوريين" (١).
وحين رأى أنصار المنهج العلمي أن الذي يدعو الباحثين إلى الإيمان بالله، ونسبة الأفعال الكونية، هو ما يرونه في الكون من دقة وحكمة وإتقان تدل بوضوح على أن له غاية محددة، وهدفاً مقصوداً، مما يدعم الإيمان بالله، لما رأوا ذلك بحثوا عن أجدى السبل للحيلولة دون الوصول إلى هذه النتيجة، فلم يجدوا إلا القول المتعصب المتحكم بأن الوجود ليس له غاية أصلاً، وأن القول بذلك ينافي فن البحث العلمي، وقد عبر بعضهم عن ذلك قائلاً: "إن العلماء يجب أن يتساءلوا عن الكيفية لا عن السبب. إن السؤال عن السبب، يعني أن هناك غرضاً عاقلاً وراء تصميم الأشياء، وأن عوامل فوق طبيعية توجه الأفعال نحو غايات معينة، وهذه هي وجهة النظر (الغائية)، وهى وجهة نظر يرفضها العلم الحالي الذي يجاهد في فهم طريقة عمل جميع الظواهر الطبيعية، وقد أشار فون بروكه إلى ذلك ذات مرة قائلاً: إن الغائية سيدة لا يقدر أي عالم بيولوجي أن يحيا بدونها، ومع ذلك فهو يخجل أن يظهر بصحبتها أمام الناس".
إلى هذا الحد بلغت مصادمة الفطرة، وبلغ إرهاب أعداء الدين