للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وهذا الأسلوب أكثر الأساليب استعمالاً، وهو الذي امتلأت به الكتب (العلمية)، وتؤثره المناهج الدراسية على كافة المستويات.

٣ - استعمال صيغة الفعل المبنى للمجهول للتخلص من نسبة الفعل إلى فاعل ما، وذلك كما في قول (جوليان هكسلي): "توجد مجموعات لا حصر لها من الظروف المختلفة، والتي يمكن أن تتلاءم معها الحياة)، وقوله: (الطريقة المتقنة التي خلق بها الإنسان وتركيبه الطبيعي يمكن أن تدرك فقط بوضوح بالنسبة لبيئته" (١).

٤ - استعمالات أخرى هي أشبه ما تكون بصفات غير صحيحة لله تعالى؛ مثل الاصطلاح الذي أطلقه (أدنكتون): (مضاد للمصادفة)! (٢) ومعلوم أن المضاد لها هو الحكمة والتدبير.

هذا وليست معضلة أصل الحياة هي المشكلة الوحيدة التي تواجه (المفكرين الأحرار)، ولكنها من أكثر المشاكل إثارة للتخبط والاضطراب بينهم، وهى تصلح نموذجاً للمنهج اللاديني الذي يأبى التسليم بأية قوة غير مادية لا تنتظم مع آليته الجامدة.

فقد كانت النظرية السائدة في القرن التاسع عشر هي نظرية (التولد الذاتي) التي اشتهر بها (أغاسيز) ومؤيدوه، وظل الماديون متشبثين بها بإصرار وعناد في مقابل القائلين بالخلق الإلهي، حتى انهارت وتقوضت دعائمها على يد (باستور) بعد سلسلة من المشادات والتجارب تؤلف قصة رائعة (٣).

حينئذ لم يجد الملاحدة ما يسترون به عورتهم إلا نسيجاً مهلهلاً


(١) العلم أسراره وخفاياه (٥٧٠ - ٥٧٨).
(٢) مصير الإنسان: (٧١).
(٣) انظر فصل (باستور) مواقف حاسمة في تاريخ العلم: جيمس. ب. كونانت.

<<  <   >  >>