على كوكب غير الأرض، وذلك نظراً لأن ظروف المجتمع الحالية لم تعد مهيأة لذلك) (١).
ومعنى كلام هذين العالمين:(إن على المرء أن يؤمن بنظرية التولد الذاتي رغم أنفه، فإذا ساوره الشك في صحتها، ورغب التأكد من ذلك، فما عليه إلا أن يحزم أمتعته، ويستعد للقيام برحلة فضاء في أعماق الكون حتى يصادف كوكباً تشابه ظروف الأرض عند نشوء الحياة الأولى عليها، أو ينتظر حتى تأتى الأجيال القادمة وتقوم بهذه الرحلة، وحينئذٍ سيتأكد لديه تماماً أن نظرية الخلق الإلهي نظرية رجعية، وأن نظرية التولد الذاتي نظرية علمية صحيحة (١٠٠%)!!
على أن هناك حقيقة كبرى غابت عن ذهن العالمين العبقريين، وهى أنهما لو استطاعا -فرضاً- تحضير مادة حية في المعمل من المواد غير العضوية لما قالا: إن شيئاً من المصادفة أو النشوء الذاتي أو الطبيعة هو الذي أنشأها، بل سيقولان بتبجح: إن ذلك نتيجة جهودنا وثمرة بحوثنا الدائبة.
ولعل مسألة أصل الحياة تلقي الضوء على الأسلوب الذي ينتهجه الماديون، والمنهج الذي يطبقه الباحثون اللادينيون في ميدان التعليم والبحث، وهو المنهج الذي يفرض على أتباعه الانسلاخ والتجرد عن كل موحى من موحيات الدين مهما أيدها العلم، وهتفت لها الفطرة، ويلجئهم إلى الهروب من الإيمان بالله، وإن أدى بهم ذلك إلى ارتكاب حماقات لا تليق بألقابهم العلمية العريضة.
وإذا كان علم القرن العشرين في أوروبا عامة يرفض التحالف مع الدين، فإن للعمل داخل الستار الحديدى وضعاً أشد تطرفاً وأسوأ