استخداماً ... ففي الوقت الذي يرفع فيه علماء الغرب الديمقراطي شعار (العلم للعلم) نجد العلماء السوفيت يرفعون شعار (العلم للعقيدة)، وفي أوقات أكثر صراحة يقولون:(العلم للحزب)، وقد صرح أحد علماء روسيا قائلاً:"العلم السوفييتي إنما هو علم حزبي، علم طبقي)، وأخذ يندد بما عدا ذلك من الشعارات معلناً أن ما يقال عن دولية العلم وكليته كلام فارغ، تستخدمه الطبقة البرجوازية ومن يصغون لها مذاهبها".
ويقول رئيس أكاديمية العلوم السوفيتية سنة ١٩٢٩:
(إن الفيزياء السوفييتية كالعلم السوفييتى دخلا في حياة الدولة منذ زمن بعيد، ووجها كل قواهما إلى خدمة بلدنا هذا لاستيفاء كل الحاجات اللازمة لبناء مجتمع شيوعي).
(والفيزياء الشيوعية تبني عملها على ما اعتنق العالم من المادية المنطقية، تلك التي رفع من أمرها تآليف لينين واستالين، وهي تآليف أمدتهما العبقرية فيها بروح منها)(١).
والعجيب في أمر علماء الشيوعية -وكل أمرها عجب- أن نتائج بحوثهم معروفة لهم سلفاً، فمن المحال أن يخرج أي كشف من كشوفهم عن الدائرة التي رسمها لهم الحزب الشيوعي، أو يصادم أي رأي من آراء ماركس وإنجلز العلمية بالرغم من أن أقصى ما وصل إليه عصرهما من علوم لا يساوي شيئاً إذا قورن بالمستوى الحالي في كل الميادين، ولا يستثنى من ذلك إلا التنقيحات والتعديلات التي أجريت رسمياً على يد لينين واستالين.
ولذلك فإن هذا الجمود الأعمى كان ولا يزال محط نقد وتشهير
(١) هو وما قبله: مواقف حاسمة في تاريخ العلم: (٤٨٩ - ٤٩٠).