للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

كثير من المفكرين الشيوعيين، لا سيما من كانوا خارج الستار الحديدى.

وقد سمى روجيه غارودي هذا النوع من العبودية الفكرية مرة (المعتقدية)، ومرة (الأفكار اللاهوتية) يقول غارودي:

(وهكذا قبلنا في حماس -حتى دون أن تفرض علينا- بالمعتقدية الستالينية، وكانت هذه الستالينية مركزة كلها في عشرين صفحة خاطفة يفترض أنها تضم خلاصة كتب الحكمة الفلسفية، وكما كانت هناك كتب تعلمك (اللاتينية بلا دموع)، وأخرى تعلمك (اليونانية وأنت تضحك)، كانت هذه الصفحات تضع الفلسفة في متناول الجميع وفي ثلاثة دروس:

الدرس الأول: في الأمور العامة (الأنطولوجيا) مبادئ المادية الثلاثة.

الدرس الثانى: في المنطق: قوانين الجدلية الأربعة.

الدرس الثالث: في فلسفة التاريخ: المراحل الخمسة لصراع الطبقات.

وطوال العهد الذي سيطر عليه هذا الأسلوب من التفكير لم يكن هناك من فلسفة ماركسية.

بل هذا مدرسوي (١) يزعم أن عنده الجواب على كل الأمور دون أن يعرف طبيعتها من علم الحياة إلى فلسفة الجمال مروراً بالزراعة والكيمياء (٢).

وكان استالين يفرض على العلماء نتائج معينة يجب عليهم الكدح الدائب لإثباتها علمياً -كما سبق في مسألة أصل الحياة- كما أن موضوع قوانين الوراثة يعتبر مما يثير السخرية البالغة، فالعقيدة الماركسية تنكر بشدة أن يكون للعوامل الوراثية من الأثر ما يزعمه علماء الوراثة


(١) الفلسفة المدرسية هي فلسفة القرون الوسطى الأوربية.
(٢) ماركسية القرن العشرين (٣٤ - ٣٥).

<<  <   >  >>