للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يقول سائح سويسري: "لقد انحطت القيم الأخلاقية في أكثر بلاد العالم بعد الحرب العالمية الثانية، ولكن الفرق بين ما هي عليه الحالة في البلاد الشيوعية وما هي عليه في البلاد الأخرى هو أن الحكومات الشيوعية هي التي تسعى إلى إفساد الأخلاق وتحث عليه، كما أن أوضاع الناس وفقرهم ونظام حياتهم الذي فرضته عليهم الشيوعية كل أولئك تدعو إلى إفساد الأخلاق وتشجعه، فماذا ينتظر المجتمع من أناس تحشر الأسرة كلها الأب والأم والفتيات والفتيان الكبار والصغار في غرفة واحدة هي غرفة نومهم وجلوسهم ومطبخهم.

إن هذا النوع من الحياة والفقر وانعدام الوازع النفسي والديني كلها أمور تحض فساد الأخلاق حتى ولو لم تتيسر الأسباب، فكيف والحكومة هي التي تيسر كل شيء لفساد المجتمع؟! ففي أكثر البلاد الشيوعية وفي أمهات المدن بصورة خاصة أوجد الشيوعيون أماكن خاصة للفساد، ولست أقصد بذلك بيوت الدعارة، بل أقصد بذلك تلك الحدائق الواسعة ذات الخمائل الوارفة التي يتواري بها الفجار عن أعين الناس أو يرتكبون الفاحشة علىعين الناس بلا حرج ولا مبالاة، أو هي شوارع تترك بلا نور ليلاً لتسهل الدعارة، وقد صرح الماريشال تيتو في إحدى خطبه موجهاً كلامه للشعب قائلاً: لقد تركنا لكم الخمر والنساء، فخذوهما واتركوا لنا السياسة"

والمرأة -التي هي ميزان الأخلاق- أرخص سلعة في البلاد، وهي ترمي بنفسها على الرجل، ولا سيما على الغريب، وكل ما تطلبه هو أن يتزوجها ولو مؤقتاً، لكي يتسنى لها الفرار من البلاد والخلاص من جحيم الشيوعية، وبالتالي فإني رأيت الناس يعيشون في البلاد الشيوعية كما تعيش البهائم، وإني لأخشى إذا طال-لا قدر الله- عمر الشيوعية أن يظهر إلى عالم الوجود أناس يختلفون عن البشر،

<<  <   >  >>