(٢) ويوصف صاحب هذا العلم عند الصوفية بأنه "ذو موهبة بالسر اللدني" أو أنه "ذو روح خضري" أو "خضري المقام"، وهو من كان علمه غير مستفاد من نقل أو صدر، انظر: "الطبقات الكبرى" للشعراني (١/ ١٧٥)، (٢/ ٥٦، ٧٦، ١٥٢). وقد شاع عند الصوفية إطلاق "العلم الباطن" أو "علم الحقيقة" على العلم اللدني. واعلم أن ما زعمه بعضهم من أن أحكام العلم الباطن وعلم الحقيقة مخالفة لأحكام الظاهر وعلم الشريعة، هو زعم باطل عاطل، وخيال فاسد كاسد، كما في "روح المعاني" (١٥/ ٣٣٠)، وفي "الإحياء" (١/ ١٠٠): "من قال: إن الحقيقة تخالف الشريعة، أو الباطن يناقض الظاهر، فهو إلى الكفر أقرب منه إلى الإيمان". ويقول فاروق السهرندي: "فكل من الطريقة والشريعة عين الآخر، لا مخالفة بينهما بقدر رأس الشعيرة، وكل ما خالف الشريعة مردود، وكل حقيقة ردتها الشريعة فهي زندقة". انظر: "روح المعاني" (١٦/ ١٨).