للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

خُلاصَةُ التصور الصُّوفيِ للْخَضِرِ عليه السلام

١ - أنه حي إلى أبد الدهر.

٢ - أنه صاحب شريعة، وعلم باطني يختلف عن علوم الشريعة الظاهرية.

٣ - أنه ولي، وليس بنبي (١).

٤ - أن علمه "لدني"، موهوب له من اللَّه بغير وحي الأنبياء -عليهم السلام- وأن هذه العلوم تُنَزَّلُ إلى جميع الأولياء في كل وقت، قبل بعثة رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، وبعد بعثته، وأن هذه العلوم أكبر وأعظم من العلوم التي مع الأنبياء، بل لا تدانيها، ولا تُضَاهِيهَا علوم الأنبياء (٢).

وكما أن الْخَضِرَ -وهو ولي فقط في زعمهم- كان أعلم من موسى؛ فكذلك الأولياء من أمَّةِ محمد -صلى الله عليه وسلم- هم أعلم من محمد -صلى اللَّه عليه وسلم-؛ لأن مُحَمَّدًا -صلى اللَّه عليه وسلم- عالم بالشريعة الظاهرة فقط، والولي عالم بالحقيقة الصوفية، وعلماء الحقيقة أعلم من علماء الشريعة.


(١) راجع أدلة ترجيح نبوة الخضر عليه السلام، ص (٢٠٠) وما بعدها.
(٢) ويوصف صاحب هذا العلم عند الصوفية بأنه "ذو موهبة بالسر اللدني" أو أنه "ذو روح خضري" أو "خضري المقام"، وهو من كان علمه غير مستفاد من نقل أو صدر، انظر: "الطبقات الكبرى" للشعراني (١/ ١٧٥)، (٢/ ٥٦، ٧٦، ١٥٢).
وقد شاع عند الصوفية إطلاق "العلم الباطن" أو "علم الحقيقة" على العلم اللدني.
واعلم أن ما زعمه بعضهم من أن أحكام العلم الباطن وعلم الحقيقة مخالفة لأحكام الظاهر وعلم الشريعة، هو زعم باطل عاطل، وخيال فاسد كاسد، كما في "روح المعاني" (١٥/ ٣٣٠)، وفي "الإحياء" (١/ ١٠٠): "من قال: إن الحقيقة تخالف الشريعة، أو الباطن يناقض الظاهر، فهو إلى الكفر أقرب منه إلى الإيمان".
ويقول فاروق السهرندي: "فكل من الطريقة والشريعة عين الآخر، لا مخالفة بينهما بقدر رأس الشعيرة، وكل ما خالف الشريعة مردود، وكل حقيقة ردتها الشريعة فهي زندقة". انظر: "روح المعاني" (١٦/ ١٨).

<<  <   >  >>