له عن مالك حديث منكر من رواية ابنه يحيى بن عون، عنه. ضَعَّفَهُ الدارقطني. ا. هـ.
قلت: قال أبو العرب التميمي: "كان رجلاً صالحًا، ثقة مأمونًا"، وكان إبراهيم بن محمد بن باز يُفَضِّلُ عون بن يوسف ويذكرُ دينه، وقال ابن وضاح الأندلسي:"كان عون، والله، خيرًا منه -[يعني من سحنون]-، وأتقى لله"، وكان أحمد بن خالد القرطبي يَعْجَبُ به، كان مولده سنة (١٥٠ هـ)، ووفاته في جمادى الأولى سنة (٢٣٩ هـ).
فائدة: كان سحنون يقع فيه ويعيبُ الأخذَ عنه ويقول: "لم يسمع من ابن وهب، وإنما أخذ عنه إجازة".
قلت: كلام سحنون فيه نظر، فقد قال بكر بن حماد:"لما فرغتُ من قراءة كتب ابن وهب على عون، قلت: له: يا أبا محمد كيف كان سماعك من ابن وهب؟ فقال ل: يا بني أقال أحدٌ فينا شيئاً، ثم قال ل: والله ما أحبُّ أن يُعَذِّبَ الله أحدًا من أمة محمد بالنار أَبْطَلَ الله سعيه وصومه وصلاته وسائر عمله إن كنت أخذتها من ابن وهب إلَّا قراءة، قرأت أنا عليه، وقرأ هو عليَّ، ولو كانت إجازة لقلت إنها إجازة"، وقال بكر بن حماد:"يا أبا محمد، فكتاب الأهوال سمعته من ابن وهب؟ فقال: لا، حدثني به رجل يُقال له موسى بن مُنيَّر، عن ابن وهب"، وقال أبو العرب التميمي:"كان يُقال: إنه ما كان في كتب عون (حدثنا فلان) فهو سماع، وما كان (أخبرنا) فهو إجازة"(١).
(١) طبقات علماء إفريقية وتونس (ص ١٨٨ - ١٩٠)، ترتيب المدارك للقاضي عياض (٤/ ٨٩ - ٩٢).