تقريظ العلامة أبى أويس محمد بن الأمين بو خبزة الحسني -حفظه الله-
بسم الله الرحمن الرحيم
تقديم
من الكلام الشائع: ما ترك الأول للآخِر، وقد نُقض بقول إلآخر: كم تَرَك الأول للآخِر وقد صح هذا الكلام، وتواترت دلائله، وتوالت شواهده، ولا سيما في علم الرجال في الجرح والتعديل الذي هو عَصَب علم الحديث والأثر، وقد أُلهمَ الأخ بظهر الغيب الأستاذ النابه: طارق محمد آل ابن ناجي أن يتناول موضوعًا طريفًا يتعلَّق له، مما يُعَدُّ تذييلاً على كُتب الجرح والتعديل , فيُتمَّ ما نقص، ويُفصِّل ما أجمل، ويستدرك ما فات، كل هذا بالرجوع إلى مصادر الرجال المعتمدة والمسماة بجريدة المصادر والمراجع، والتي لم يألُ جُهدًا في استنطاقها في صبر وأناة ويقَظة، وقد تَفَضَّلَ وأهدى إليَّ ثمرة جهوده المتمثلة في كتاب "التذييل على كتب الجرح والتعديل" المطبوع في (١٧٣) صفحة، تناول فيه زُهاء ستمائة ترجمة بما سبق من تتميم وتفصيل واستدراك، ولما قرأته حمدتُ صنيعه، واستفدت بيانة وبديعه، وتمنيت لو تابع الأخ بحثه، وواصل دراسته ومقارنته، فإنه- بلا شك- واجدٌ ما تقر به العين، ويُثلج الصدر، ويطمئن القلب، من لطائف المعارف، وجليل الفوائد، الهادية إلى مزيد من التقويم والتقييم المتعلق بحملة الشرع الشريف، ومن شأن هذا أن يُفضي بصاحبه إلى الحكم العادل المبني على الدلائل الصحيحة، والحُجج الواضحة، لا على الشبهات المستندة إلى التخمين والافتراض، وسُرعان ما يهتز تحت سهام النقد والاعتراض.
وقد مر علينا زمان ونحن نعتمد اعتمادًا مطلقًا متأثرين بتقليد مشايخنا أحكامَ الحافظ ابن حجر -وناهيك به- في (التقريب)، وقلما نلحظ من يتوقف في ذلك أو يتردد في القبول بَلْهُ من يترك ذلك في الجملة، إلى أن طبع بعض المعتنين المختصين في معرفة الرجال وتمييز الرواة (التقريب) طبعا يختلف عن كل ما سبق بانتهاجه نهج الأخ طارق في تذييله، في تعقُّب أحكام الحافظ بتذييلها بما يتمم أو يُوضِّح أو يقيد أو يُخالف، فعظمت