هذا حديث أخرجه مسلم في صحيحه، فكثير من هؤلاء الذين لهم صيت عند الأعاجم والأغراب وعند الفلاحين والأكراد قد نبذوا بالعباد وهم من أهل الجهل والفساد وليسوا من الخيرين الأجواد ويقولون أقوالاً ويفعلون أفعالاً لا نجدها في كتاب الله تعالى ولا في سنّة رسول الله عليه السلام ولا في سنة الخلفاء الراشدين رضوان الله عليهم أجمعين والمنتمون إليهم يزعمون أنّهم يتكلمون بالحقائق وأنّ لهم كرامات وليسوا كما زعموا كذّابون دجّالون وسيأتي كبيرهم ويزعم أنّه ربّهم وربّ العباد وفراسهم وإلهامهم وكرامهم وكراماتهم من جنس كراماته ونحن منتظرون لخروجه وخائفون من افتتانه، وذلك ما روي [ق ٩١ / ب] عن أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه قال: خطبنا رسول الله عليه السلام خطبته ما يحدّثنا عن الدّجال ويحذّرناه، فكان من قوله: "يا أيها الناس إنه لم يكن فتنة على الأرض أعظم من فتنة الدّجال وإن الله تعالى لم يبعث نبيًّا إلا حذّر أمّته، وأنا آخر الأنبياء وأنتم آخر الأمم، وإنّه خارج، فإن خرج وأنا فيكم فأنا حجيج كل مسلم، وإن خرج بعدي فكل امرئ حجيج نفسه، والله خليفتي على كلّ مسلم، وإنّه يخرج من خلة بين الشام والعراق، فيعيث يمينًا ويعيث شمالاً فيا عباد الله اثبتوا، فإنّه يبدو ويقول: أنا ربكم، ولن تروا ربّكم حتى تموتوا، وإنّه أعور، وإنّ ربكم ليس بأعور، إنّ مكتوب بين عينيه كافر يقرأه كلّ مؤمن، فمن لقيه منكم فليتفل في وجهه، وإنّ من فتنته أن معه جنّة ونار، فناره جنّة وجنّته نار، فمن ابتلي بناره فليقرأ خواتيم سورة الكهف وليستعذ بالله عزّ وجل، فإنّها تكون عليه بردًا وسلامًا كما كانت النار على إبراهيم صلى الله عليه وسلم، وإنّ من فتنته أن معه شياطين يتمثلون على صور الناس، فيأتي الأعرابي فيقول: رأيت أن بعثت لك أباك وأمّك أتشهد أنّي [ق ٩٢ /أ] ربّك، فيقول: نعم، فيتمثل شياطينه على صورة أبيه أمّه، فيقولان يا بنيّ اتبعه فإنه ربّك وإن من فتنته أن يسلّط على نفس فيقتلها ثم يحييها ولن يقدر لها بعد ذلك ولا يصنع ذلك بنفس غيرها ويقول: انظروا إلى عبدي فإنه أبعثه الآن، ويزعم أن له ربًا غيري فيبعثه ويقول من ربّك؟ فيقول: ربّي الله وأنت الدّجال عدوّ الله عز وجل، وإن من فتنته أن يقول للأعرابي: أرأيت إن بعثت لك أباك أتشهد أني ربّك؟ فيقول: نعم، فيتمثل شياطينه على صورة أباه، وإن من فتنته أن يأمر السماء أن تمطر فتمطر ويأمر الأرض أن تنبت، فيمر بالحي