للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ألا فاعتبروا قول أصحاب النبي عليه السلام في زمانهم فلا شك ولا مرية أنهم لو أدركوا أهل زماننا هذا لقالوا إنهم بمنزلة قوم بدلوا دينهم وارتدوا على أدبارهم وجحدوا ما جاء به بنيهم سوى المتمسكين بما في الكتاب والسنة المتبعين بما كان عليه الرسول عليه السلام وصحابته رضوان الله عليهم أجمعين.

فصل

وروي أن الحسن البصري رضي الله عنه قيل له أخبرنا عن صفة [ق ١٠ / ب] أصحاب رسول الله عليه السلام، فبكى، ثم قال: "ظهرت عليهم علامات الخير في السيماء (١) والسمت والصدق، وحسنت ملابسهم بالاقتصاد وممشاهم (٢) بالتواضع، ومنطقهم بالعمل، وطيب مطعمهم ومشربهم بالطيّب من الرزق، وخضوعهم بالطاعة لربّهم، وانقيادهم للحق فيما أحبّوا وكرهوا وإعطاؤهم الحق من أنفسهم للعدو والصديق، وتحفظهم في المنطق مخافة الوزر، ومسارعتهم بأنفسهم رجاء الأجر والاجتهاد" (٣). قال الشعبي رضي الله عنه: "ما بكيت من زمان إلا بكيت عليه" (٤) ألا فاعتبروا قول الشعبي في زمانه ومات سنة أربع ومائة، وأنشدوا في المعنى:

رُبَّ يومٍ بكيتُ منه فلما ... صرتُ في غيره بكيت عليه (٥)


(١) قال المناوي في " التعاريف": "السيماء: صيغة مبالغة من السمة والوسم، وهي العلامة الخفية".
(٢) بالأصل: ومماشهم.
(٣) إسناده ضعيف - أخرجه أبو الفضل البغدادي في "حديث الزهري" (ص/٥٨٠) (٦٣٠)، وأبو نعيم في "الحلية" (٢/ ١٤٩) من طريق يحيى بن سعيد العطار عن يزيد بن عطاء عن علقمة بن مرثد مطولا بنحوه، وفيه يحيى بن سعيد ضعيف، وشيخه يزيد لين الحديث.
(٤) إسناده ضعيف جدا - أخرجه ابن الأعرابي في "معجمه" (٢/ ٨١٢) (١٦٦٣)، وأبو عيم في "الحلية" (٤/ ٣٢٣)، وأبو عمر الداني في "الفتن" (٣/ ٥٢٠) (٢١٥) من طريق سعدان بن نصر المخرمي، قال: حدثنا عبد العزيز بن أبان، قال: حدثنا مالك بن مغول، عن الشعبي به وابن أبن قال عنه في "التقريب": "متروك وكذبه ابن معين وغيره".
(٥) ونسب هذا البيت لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه.

<<  <   >  >>