للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وروي أنه لما ظهرت المقالات بالكوفة ذكر ذلك لإبراهيم النخعي رحمة الله عليه فقال: "أولئك (١) رقَّقُوا قولاً (٢) واخترعوا دينا من قبل أنفسهم ليس من كتاب الله عز وجل، ولا من سنة رسول الله عليه السلام، فإياك وإيّاهم" (٣). وقال: "وددتُ أني لم أكن تكلمت وإن زمانًا صرت فيه فقيه الكوفة زمان سوء" (٤) ألا فهذا قول إبراهيم النخعي وهو من كبار علماء الدين وأئمة المسلمين مات سنة ست وتسعين، وهذا قول في جماعة من فقهاء زمانه [ق ١١ /أ] أنهم اخترعوا دينًا من قبل أنفسهم وبدّلوا دين محمد صلى الله عليه وسلم فكيف به لو أدرك وعاظ زماننا، وقصاصهم وكثير من فقهائهم فيما هم فيه من إتباعهم الجهال والسفهاء الضلال، وما يفتون بلا علم، وما يظهرون من الحوادث والبدع والأهواء وسب الصحابة رضوان الله عليهم ولعنهم تدينًا وتقربًا إلى الله عز وجل. والله المستعان.


(١) كذا بالأصل، وفي جميع النسخ: أوّه، وهي كلمة معناها التحزن، وتقال عند الشكاية والتوجع.
(٢) أي حسنوه.
(٣) إسناده ضعيف - أخرجه أبو نعيم في "الحلية" (٤/ ٢٢٣)، والهروي في "ذم الكلام" (٥/ ٥٤) (٨٤١) من طريق سليمان بن أحمد حدثنا أبو العباس أحمد بن محمد الحمال الأصبهاني حدثنا إسماعيل بن يزيد القطان حدثنا إبراهيم بن الأشعث حدثنا شهاب بن خراش عن أبي حمزة الأعور بنحوه، وفيه أبو حمزة قال عنه في "الكاشف": "ضعفوه"، وقال ابن حجر في "التقريب ": "ضعيف".
(٤) إسناده ضعيف - أخرجه الدارمي في "سننه" (١/ ٢٨٢) (٢٠٢)، وابن أبي الدنيا في "الإشراف" (ص/٢٧٠) (٣٥١)، والدولابي في "الكنى والأسماء" (٢/ ٤٩٠) ٠٨٨٧)، وابن صر في "فوائده" (ص/١٠٨) (١١٨)، وأبو نعيم في "الحلية" (٤/ ٢٢٣) من طريق محمد بن طلحة بن مصرف، عن ميمون أبي حمزة به، وفيه بو حمزة قال عنه الذهبي في "الكاشف": "ضعفوه"، وقال عنه ابن حجر: "ضعيف".

<<  <   >  >>