للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ألا وهذه الطائفة من الذين أخبرنا الله عز وجل بحالهم في قوله تعالى [ق ٣ / ب]: {وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ (١١) أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِنْ لَا يَشْعُرُونَ} [البقرة: ١١، ١٢]؛ لأنهم محجوبون عن طريق الإنابة والهداية، {وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُوا كَمَا آمَنَ النَّاسُ قَالُوا أَنُؤْمِنُ كَمَا آمَنَ السُّفَهَاءُ أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهَاءُ وَلَكِنْ لَا يَعْلَمُونَ} [البقرة: ١٣] ألا وهذه الصفات كلها موجودة في هذه الطائفة أصلحها الله عز وجل وقرأت كتاب أن في بعض كتب الله القديمة: (ابن آدم خلقتك فلا تلعب) (١) ألا وهذا لعب ولهو وإن لم يكن حراما، وقيل في قوله تعالى: {وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُورًا} [الفرقان: ٢٣] فإن جاءوا بأعمال ظنوها حسنات فإذا هي سيئات ألا وكذا فعلت هذه الطائفة ولقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته رضوان الله عليهم يكرهون زيادة أشياء من أنواع أفعال الخير لم يكونوا يستعملونها وينهون الناس عن فعلها فكيف بزيادة اللهو واللعب والبدع والحوادث التي هي شر الأمور، وروي أن الأمام أحمد بن الحسين بن محمد الرازي (٢)


(١) لم أقف عليه، وقال تقي الدين ابن تيمية في "مجموع الفتاوى" (٨/ ٥٢): (حديث إسرائيلي)، وقال الشيخ العثيمين في "فتاوى الشيخ الصادرة من مركز الدعوة بعنيزة" (٣/ ٦٣): هذا الحديث غير صحيح.
(٢) هو الإمام المحدث الحافظ الواعظ، أبو حاتم؛ أحمد بن الحسن بن محمد، الرازي البزاز أبوهن الملقب بخاموش. له رحلة ومعرفة وشهرة. من علماء السنة، وكان شيخ أهل الري في زمانه.

روي عن: أَبِي عبد الله الحسين بْن عليّ القطّان، وأحمد بن محمد بن إبراهيم المَرْوَزِيّ الفقيه، والحسين بن محمد المهلبي، والحافظ ابن مَنْدَهْ، وخلْق. روى عنه أبو منصور حجر بن المظفّر، وأبو بكر عبد الله بن الحسين التُّوَبيّ.
وحكاية شيخ الإسلام معه مشهورة لما قبض عليه بعض الجفاة، وحمله إلى أبي حاتم، وقال: إن هذا ذكر له مذهبا ما سمعت به، قال: هو حنبلي. فقال: دعه ويلك! من لم يكن حنبليا، فليس بمسلم. وترجمته في "تاريخ الإسلام" (٩/ ٤٨٤)، و "سير أعلام النبلاء" (١٣/ ٢٥١)

<<  <   >  >>