للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فصل

وقال يزيد بن هارون: التغبير بدعة وضلالة، وما يغبر إلا فاسق، ومتى كان التغبير اسما للمحدث، فكذلك التغبير اسم قد أحدث لهذا السماع المحدث، وكان في الزمن الأوّل يقولون لأقوام يذكرون الله تعالى بدعاء وبتضرّع يغبرون. قاله أبو الليث، كما قال قائلهم: عبادك المغبرة رشّ عليهم المغفرة، وقال أبو إسحاق الزجاج: قيل للذين يقولون القصائد في الزهد المغبرون، والواحد مغبر؛ لأنّه يزهد في الشيء الفاني، وترغب في الشيء الباقي، وكان الشافعي رحمه الله يكره التغبير ويقول: وضعته الزنادقة ليشغلون به [الناس] عن القرآن، فإذا كان الشافعي رضي الله عنه يقول لقوم يقولون القصائد في الزهد أنّهم زنادقة، فما عسى كان يقول في أهل الرقص واستماع الأغاني والشبابات مع الدفوف المزوقة الجلاجل بحضرة أحداث المرد والنّساء وغير ذلك [ق ٧٧ /أ] من المشتهيات بعد ملء بطونهم من ألوان الطعام من الشبهة والحرام ومن غنائهم:

شم الحاجب المقرون والمقلة الكحلا ... وقل لي فدتك النفس أيّهما أحلا (١)


(١) كذا بالأصل، وقد سبق هذا البيت.

<<  <   >  >>