للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وروي أنّ الزّهري قال: دخلت على أنس بن مالك رضي الله عنه بدمشق وهو يبكي، فقلت: ما يبكيك يرحمك الله؟ فقال: "ما أعرف شيئًا مما كنا عليه إلا هذه الصلاة، وقد ضيّعت" (١). وروي أنّ عبد الله بن بسر رضي الله عنه صاحب رسول الله عليه السلام قيل له: كيف حالنا من حال من كان قبلنا؟ قال: سبحان اللهّ لو نُشروا من القبور ما عرفوكم إلا أن يجدوكم قياما تصلّون" (٢). وروي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: "ذهب الناس وبقي النسناس. فقيل: وما النسناس؟ فقال: يشبهون الناس وليسوا بناس" (٣). ولقد أحس القائل:

ذهب الناس واستقلّوا وصرنا ... خلفاء في أراذل النسناس

في أناس تراهم العين ناسا ... فإذا حصلوا فليسوا بناس

وروي عن أنس بن مالك رضي الله عنه أنّه كان يقول: "

وما الناس بالناس الذين أعهدهم ... ولا الدار بالدار التي كنت أعرفها" (٤)


(١) صحيح – أخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (٤/ ٢٣٧) (٢٢٢٩)، وابن بطة في "الإبانة" (٢/ ٥٧٣) (٧١٩)، وابن عبدالبر في "جامع بيان العلم" (٢/ ١٢٢١) (٢٣٩٩)، والبيهقي في "الشعب" (٤/ ٤٨٠) (٢٨٤٥) من طريق عثمان بن أبي رواد عن الزهري عن أنس بنحوه، وإسناده صحيح رواته ثقات.
(٢) صحيح – أخرجه ابن قانع في "معجم الصحابة" (٢/ ٨٠)، والطبراني في "الأوسط" (١/ ١٥١) (٤٧٣)، وابن بطة في "الإبانة" من طريق صفوان بن عمرو عن يزيد بن خمير عن عبدالله بن بسر به، ورواته ثقات.
(٣) إسناده ضعيف – أخرجه أبو داود في "الزهد" (ص/٢٥٣) (٢٨٣)، والخرائطي في "مساوئ الأخلاق" (ص/١٤٧) (٣٠٥)، وابن الأعرابي في "معجمه" (٢/ ٨٥٤) (١٧٦٧) من طريق سفيان الثوري عن ابن جريج عن ابن أبي مليكة عن أبي هريرة رضي الله عنه به، وفيه ابن جريج مدلس وقد عنعنه.
(٤) لم أقف عليه من قول أنس، وإنما أخرج ابن أبي الدنيا في "الأهوال" (ص/١٧٦) (٢١٧)، وفي "القبور" (ص/٨٣) (٧٣) عن عبدالرحمن بن صالح عن أبي بكر بن عياش عن ابن عباس مطولا بنحوه وإسناده ضعيف معضل بين ابن عياش وابن عباس، وأخرجه ابن بطة في "الإبانة" (٢/ ٥٧٤) (٧٢١) من طريق محمد بن السائب الكلبي عن باذام أبي صالح عن ابن عباس بنحوه، وإسناده ضعيف جدا فيه الكلبي متهم بالكذب، وباذام ضعيف يرسل.

<<  <   >  >>