للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

لقد رأيت عجبًا ما أراه رجلاً قط قبل، إنّي غدوت من أهله أُضْحِي غنيمة، فعدا علي الذئب فأخذ منها حِملاً فاتبعته أطلب أن استنقذ منه حملي إن استطعت، فلما أدركته وضع الحمل وأقبل يكلمني، فقال: أيّها الرجل ارجع فوالله لا استنقذته اليوم، فقلت: والله ما رأيت عجبًا كاليوم قطّ إن الذئب يتكلم! فقال: بل أنبّئك بأعجب منه: رسول الله صلى الله عليه وسلم وراءك بالنخلات يحدثك بالوحي من السماء، فذاك أعجب من ذئب رزقه الله عز وجل حملاً، ثم قال: والذي أنزل عليك الكتاب ما جلست منذ كلمتُ الذئب، فقال رسول الله عليه السلام: صدقت؛ يوشك أحدكم أن يحدثه فخذه [ق ٩٣ / ب] وعصاه بما فعل أهله بعده وهي العجائب بين يدي الساعة" (١). وروي عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أنه قال: بينما راعٍ يرعى أخذ الذئب شاة من الشياه، فحال الراعي بينه وبين الشاة، فأقعى الذئب على ذنبه، وقال للراعي: ألا تتّقي الله تحول بيني و [بين] رزق ساقه الله إليّ! فقال: العجب لذئب مقع على ذنبه يكلمني كلام الإنس! قال له الذئب: ألا أخبرك بأعجب من ذلك رسول الله عليه وسلم بين الحرتين يحدّث الناس بأنباء ما قد سبق فانطلق الراعي بشاته حتى أتى المدينة، فآواها إلى زاوية من زواياها، ثم دخل على رسول الله عليه السلام فحدّثه بما قال الذئب، فخرج رسول الله عليه السلام إلى الناس ثم قال للراعي: "قم فحدّثهم بما قال الذئب"، فقام الرّاعي فحدّثهم، فقال رسول الله عليه السلام: "صدق الراعي إنّ من أشراط الساعة كلام السباع للإنس، والذي نفس بيده لا يقوم الساعة حتى تكلم السباع الإنس ويكلم الرجل شراك نعله وعذبه (٢)


(١) حسن لغيره - أخرجه النقاش في "فنون العجائب" (ص/٥٢) (٣٣) عن الطبراني به، وشيخ الطبراني لم أقف على ترجمته، إلا أن الحديث يتقوى بالشواهد التي ذكرها المؤلف.
(٢) وفي الحاشية: أي طرفه ..

<<  <   >  >>