للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

-وفي لفظ "ليأخذ أمّتي ما أخذ الأمم والقرون قبلها شبرًا بشبر وذراعًا بذراع"، قيل: يا رسول الله [كـ]ـما فعلـ[ـت] فارس والروم؟ فقال رسول الله عليه السلام: "ومن الناس إلا أولئك" (١)، قال أبو محمد الدشتي رحمة الله عليه: فعلمنا بيقين لا شك فيه أن هذه الأمّة قد أخذت ما أخذ الأمم والقرون قبلها وكان فيهم بلا خلاف منّا من يقول بنكاح الأمّهات والبنات والأخوات، وهذا مستحيل أن يقول بذلك أحد في هذه الأمة غير الرقاصين الذين تشبّهوا بالعبّاد؛ لأنّا لم نجد في الأديان السالفة والمذاهب المخالفة إلى يومنا هذا من بدّل الدين وغيّر ما جاء به نبيّهم واتبعه على ذلك الجهّال المعاندون إلاّ الملوك والعلماء والعبّاد الحائدين. كما روي عن [ق ١١٤ / ب] ابن المبارك رحمه الله أنه قال شعرًا:

ألا قل لمنتقد ديننا ... بأمّتنا طلب أعيانها

لها ناقدا ما أذانت به ... إذا انتقد العلماء أديانها

يميّز من زيغها ما اهتدت ... لدى زايغيها ودريانها

ويفرق بين الهدى والضلا ... ل بعلم هداها وغيّانها

بميزان علم تربص غدًا ... يقوم في ذلك أوزانها

فخذ بيقين لما غيرت ... ملوك وعبّاد عزانها (٢)

وهل غير الدّين إلاّ الملو ... ك وأحبار سوء ورهبانها

لقد رتع القوم في جيفة ... يبينُ لذي العقل إنتانها

وباعوا النفوس ولم يربحوا ... ولم تغل في البيع أثمانها


(١) أخرجه البخاري في "صحيحه" (٩/ ١٠٢) (٧٣١٩) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه بنحوه.
(٢) كذا بالأصل.

<<  <   >  >>