للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقد تقدم الرّدّ عليهم بإباحة الغناء والاستماع إليه بحديث عائشة رضي الله عنها قَالَتْ: دَخَلَ عَلَيَّ أَبُو بَكْرٍ رضي الله عنه وَعِنْدِي جَارِيَتَانِ من جوار الأنصار تغنّيان. الحديث (١)، والكلام عليه في ذكر رسالة أرسلتُها إلى قاضي حماه ولله الحمد والمنّة، ألا فهذا ما ذكرناه على الاختصار دون الإكثار وحذفت الأسانيد عدولاً عن الإكثار للآثار ليسهل على من قرأه ولا يملّ من استمع إليه ووعاه. واستمعوا الآن رحمنا الله وإيّاكم فصلاً ثانيًا في جواب سائل آخر يسأل (٢) فيمن يستمع الغناء والشبابة والدفّ ويتواجد حتى أنه يرقص هل يحلّ ذلك أم لا مع اعتقاد أنه محبّ لله عز وجل، وأن سماعه ورقصه وتواجده في الله تعالى وهل يحلّ استماع الشعر بالألحان في الأماكن الشريفة مثل المساجد وغيرها، فجوابه أن يقال [ق ١٢٠ / ب] له: هذا كلّه من الحوادث والبدع وأنّ فاعل هذا إن رآه حقًا (٣) فهو كافر حكمه حكم المرتد وإن رآه باطلاً فهو فاسق (٤)


(١) سبق تخريجه.
(٢) وقد وجه هذا السؤال لموفق الدين أبي محمد ابن قدامة المقدسي المتوفى سنة ٦٢٠ هـ وقد نقله المؤلف هنا ولم ينسبه مع بعض التصرف، وقد سبق وأن نقل المؤلف من هذا الجواب الكلام على التغبير. وقد وقفت على نسخة من جواب ابن قدامة مكونة من أربع ورقات في كل ورقة ٢٤ سطر بمقاس ٣١ × ٢١ سم وهي نسخة جيدة حديثة نسخت في تاريخ ١٣٦٠، وخطها نسخ حسن كتبها سليمان بن محمد بن علي المولود بمكة المكرمة عام ١٣٢٣ هـ، وهي ضمن مخطوطات مكتبة جامعة الرياض تحت رقم ٥٨٤.
(٣) أي اعتقده حلالا يتقرب به إلى الله تعالى بعد إقامة الحجة عليه.
(٤) وهذا التفصيل لم يذكره ابن قدامه في جوابه بل صدر جوابه بقوله: (فاعل هذا مخطئ ساقط المروءة، والدائم على هذا الفعل مردود الشهادة في الشرع غير مقبول القول ومقتضي هذا أنه لا تقبل روايته لحديث رسول الله ... ) ..

<<  <   >  >>