للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وروي عن يونس بن عبيد رضي الله عنه أنه قال: "يوشك لعينك أن ترى ما لم ترَ، ويوشك لأذنك أن تسمع ما لم تسمع، ولا تخرج من طبقة إلا دخلت فيما دونها حتى يكون آخر ذلك الجواز على الصراط" (١)، وقال: "ليس شيء أعزّ من اثنين درهم طيّب ورجل يعمل عمل سنة" (٢)، وقال: "من إذا تعرض عليه السنة فيقبلها لغريب، وأغرب منه الذي يعرضها عليه". وفي لفظ قال: "أصبح من إذا عُرف السنة عرفها غريباً وأغرب منه من يَعرفها" (٣) ألا فاعتبروا قول يونس وهو من كبار علماء التابعين مات سنة [تسع وثلاثين ومئة] (٤). الله المستعان.

وروي عن خير التابعين أويس بن أنيس القرني رضي الله عنه أنه قال لهِرم بن حيّان رحمة الله عليه: "الوحدة أحبّ إليّ لأنني كثير الغم ما دمت مع هؤلاء الناس حيًّا، فلا تسأل عني ولا تطلبني" (٥)، وإنّ أهله ظنّوا أنه [ق ١٣ / ب] مجنون فبنوا له بيتًا على باب دارهم، فكانت تأتي عليه السنة والسنتان لا يَرون له وجهًا، وكان طعامه ما يلتفظ من النوى، فإذا أمسى أباعه لإفطاره، وإن أصاب حشفة حبسها لإفطاره، وكان يلتقط الخرق من المزابل للباسه.


(١) إسناده صحيح إلى يونس - أخرجه ابن بطة في الإبانة" (١/ ١٨٢) (١٧)، وأبو نعيم في "الحلية" (٣/ ٢٢)، والخطيب في "تاريخ بغداد" (١٧/ ٩٩) من طريق حماد بن زيد عن يونس به.
(٢) إسناده صحيح - أخرجه ابن الجعد في "مسده" (ص/٢٠٤) (١٣٤٢)، وأبو نعيم في "الحلية" (٣/ ١٧)، والأصبهاني في "الترغيب والترهيب" (١/ ٢٩٩) (٤٨٩) من طريق سعيد بن عامر عن أسماء بن عبيد عن يونس بن عبيد مطولا به، وإسناده صحيح.
(٣) صحيح - أخرجه الآجري في "الشريعة" (٥/ ٢٥٥٠) (٢٠٥٩)، واللالكائي في "شرح الاعتقاد" (١/ ٦٤) (٢٢) من طريق أبي أسامة عن مهدي بن ميمون عن يونس بنحوه، ورواته ثقات.
(٤) غير مذكورة بالأصل.
(٥) إسناده ضعيف - أخرجه ابن سعد في "الطبقات" (٦/ ٢٠٧)، وأحمد في "الزهد" (ص/٢٧٩) (٢٠١٤)، وابن أبي الدنيا في "العزلة" (ص/٧٨) (٢٠٦) مختصرا، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (٩/ ٤٤٨) من طريق سيف بن هارون البرجمي عن منصور عن مسلم بن سابور قال: حدثني شيخ من بني حرام عن هرم بن حيان العبدي مطولا بنحوه، وفيه سيف بن هارون: قال في "التقريب": " ضعيف أفحش ابن حبان القول فيه"، وفيه جهالة الراوي عن هرم.

<<  <   >  >>