للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قلت: وكذلك قول الله تعالى عز وجل الرشاد {وَقَالَ الَّذِي آمَنَ يَاقَوْمِ اتَّبِعُونِ أَهْدِكُمْ سَبِيلَ الرَّشَادِ (٣٨) يَاقَوْمِ إِنَّمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا مَتَاعٌ وَإِنَّ الْآخِرَةَ هِيَ دَارُ الْقَرَارِ} [غافر: ٣٨ - ٣٩]، أي: بلغة يتبلغ به لا بقاء له.

قال: ليس من أحد يفارق صاحبه إلا أمتعه بشيء يذكره به، وكان ما أمتعا كل واحد من هذين صاحبه أن فارقه.

وقول الله جل وعز {فَاسْتَمْتَعْتُمْ بِخَلَاقِكُمْ} [التوبة: ٦٩]، قال الفراء: استمتعوا يقول: رضوا بنصيبهم من الدنيا من أنصابهم في الآخرة، وفعلتم أنتم كما فعلوا ونحو ذلك قال الزجاج. وقال غيرهما: معناه: استمتعوا بنصيبهم من الآخرة في الدنيا، وأنشد المازني هذا البيت:

ومنا غداة الروع فتيان نجدة … إذا أمتعت بعد الأكف الأشاجع (١)

ب - نكاح المتعة اصطلاحاً عند فقهاء السنة:

قال القرطبي - رحمه الله تعالى- عن نكاح المتعة هو «أن يتزوج الرجل المرأة بشاهدين، وإذن الولي، إلى أجل مسمى، وعلى أن لا ميراث بينهما، ويعطيها ما أتفقا عليه، فإذا انقضت المدة فليس له عليها سبيل، ويتبرئ رحمها، فإن لم تحمل حلت لغيره (٢).

وذكرت الموسوعة الفقهية الكويتية تعريف المتعة اصطلاحًا: هو العقد على امرأة إلى مدة معلومة أو مجهولة (٣).


(١) تهذيب اللغة للأزهري، باب العين والتاء مع الميم (٢/ ١٧٦).
(٢) القرطبي الجامع لأحكام القرآن (٥/ ٨٧).
(٣) الموسوعة الفقهية الكويتية (١٤/ ٦).

<<  <   >  >>