لمّا أشيع وكثر الحديث عن إباحة نكاح المتعة (الزواج المؤقت) في بعض المجتمعات المسلمة، حتى وصل الأمر أن يكون هناك تنظم وترتيب من خلال نشر صور نساء يرغبن في نكاح المتعة بعقد مهر إلى أجل مسمى، شدَّني هذا الموضوع حتى أني لم أجد كتاباً أو مؤلفاً فيما وقفت عليه جمع بين علم الرواية والدراية في حكم نكاح المتعة مع ذكر المفاسد والآثار المترتبة على إباحته.
ونظراً لكون تخصصي في قسم الحديث، فقد اخترت أن يكون موضوع رسالتي الماجستير جمع المرويات من الأخبار والآثار المتعلقة بنكاح المتعة وتحقيقها مع فقه السنن والآثار مع ذكر أدلة الشيعة المجيزين لها ومناقشتها ونقل أقوال أهل العلم في ذلك.
وأهمية البحث تتضح فيما يلي:
أنه يعالج مشكلة اجتماعية خطيرة زلت فيها قدم بعض المتفقهين، حيث أنهم أباحوا ما حرم الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم من نكاح المتعة، فسلكوا فيها غير مسلك أهل التحقيق.
ومن أهمية هذا الموضوع أيضاً، أنه دفاع عن دين الإسلام المنزل من لدن حكيم حميد لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، فلا يليق نسبة إباحة نكاح المتعة إلى الشريعة بعدما نسخ الأمر في زمن النبي صلى الله عليه وسلم والله تعالى يقول:{الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا}[المائدة: ٣].
٣ - وأيضا فإن هذا الموضوع عندما يتبين للقارئ الحكم الصحيح الراجح من نكاح المتعة، ينشأ عنده علماً يقيناً أن ليس في دين الله تناقض ولا تعارض.
٤ - ومن أهمية هذا الموضوع تقدير موقف الصحابة رضي الله عنهم وبيان فضلهم والدفاع عنهم وعدم الطعن في بعض الصحابة الذين أثنى عليهم القرآن وعدلهم الرحمن ورضي الله عنهم أجمعين.