للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ثم إن رافعًا رفع إلى المتوكل: إن أحمد بن حنبل ربص علويا في منزله، وإنه يريد أن يخرجه ويبايع عليه، ولم يكن عندنا علم، فبينا نحن ذات ليلة نيام في الصيف، سمعنا الجلبة، ورأينا النيران في دار أبي عبد الله، فأسرعنا، وإذا أبو عبد الله قاعد في إزار، ومظفر بن الكلبي صاحب الخبر وجماعة معهم، فقرأ صاحب الخبر كتاب المتوكل: ورد على أمير المؤمنين أن عندك علويا ربصته لتبايع له وتظهره، في كلام طويل، ثم قال له مظفر: ماتقول! قال: ما أعرف من هذا شيئًا، وإني لأري له السمع والطاعة في عسري ويسري، ومنشطي، ومكرهي وأثرةٍ عليّ (١)، وإني لأدعو الله له بالتسديد والتوفيق في الليل والنهار، في كلام كثير غير هذا، فقال ابن الكلبي: قد أمرني أمير المومنين أن أحلفك! قال: فأحلفه بالطلاق ثلاثًا: أن ما عنده طلبة أمير المؤمنين! قال: وفتشوا منزل أبي عبد الله، والسرب، والغرف، والسطوح، وفتشوا تابوت الكتب، وفتشوا النساء والمنازل، فلم يروا شيئًا، ولم يحسّوا بشئ، ورد الله الذين كفروا بغيظهم، فكتب بذلك إلى المتوكل، فوقع منه موقعًا حسنًا، وعلم أن أبا عبد الله مكذوب عليه، وكان الذي دسّ عليه رجل من أهل البدع، ولم يمت حتى بين الله أمره للمسلمين، وهو ابن الثلجي (٢).

فلما كان بعد أيام بينا نحن جلوس بباب الدار إذا يعقوب أحد حجاب


(١) يشير إلى حديث عباة بن الصامت في صحيح مسلم ٢: ٨٦: "بايعنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على السمع والطاعة في العسر واليسر، والمنشط والمكره، وعلى أثرة علينا، وعلى أن لا ننازع الأمر أهله، وعلى أن نقول بالحق أينما كنا، لا نخاف في الله لومة لائم". وسيأتي في المسند بروايات أخر "ج٥ ص ٣١٤، ٣١٦، ٣١٩، ٣٣١ ح ".
(٢) هو محمد بن شجاع أبو عبد الله بن الثلجي الفقيه، قال ابن عدي:"كان يضع الحديث في التشبيه، ينسبها إلي أصحاب الحديث، يسابهم بذلك"! وقال الأزدي: "كذاب، لا تحل الرواية=

<<  <  ج: ص:  >  >>