للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قد غنمنا فلا تَشْرَكُونا"، فلما غَنم النبي - صلى الله عليه وسلم - وأباحُوا عسكرَ المشركين أكبَّ الرُّماةُ جميعاً فدخلوا في العسكر ينهبون، وقد التقت صفوفُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فهُمْ كذا، وشبّك بين أصابع يديه، والتَبَسُوا، فلما أخلَّ الرماة تلك الخَلّة التي كِانوا فيها، دخلت الخيلُ من ذلك الموضع على أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم -، فضرب بعضهم بعضاً والتَبَسُوا، وقُتل من المسلمين ناسٌ كثير، وقد كان لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه أولُ النهار، حتى قُتل من أصحاب لواء المشركين سبعةٌ أوتسعةٌ، وجال المسلمون جوْلةً نحو الجبل، ولم يبلغوا حيثُ يقول الناس الغارَ، إنما كانوا تحت المهْرَاس، وصاح الشيطانُ: قُتل محمد، فلم يُشَكَّ فيه أنه حق، فما زلناِ كَذلك ما نَشُك أنه قد قُتل، حتى طلع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بين السَّعْدينِ، نعرفه بتكَفِّئه إذا مَشَى، قال: ففرحنا [حتى]


= التاريخ. وقد أشار الحافظ في الفتح ٧: ٢٧٠ إلى هذه الرواية ونقل شيئاً منها. "ينهبون" في ك "ينتهبون"، وما هنا هو الموافق لتفسير ابن كثير وتاريخه ومجمع الزوائد. التبسوا: أي اختلطوا، خالط بعضهم بعضا، والملابسة المخالطة. الخلة بفتح الخاء: الخصاصة والفرجة. المهراس: ماء بجبل أحد، دفن بجواره حمزة عم رسول الله. "بين السعدين" هكذا هو في كل الأصول، والواضح أنهما مكانان في ذاك الموضع، ولم أجد لهما ذكراً في مصدرآخر. التكفؤ: التمايل إلى قدام، وانظر ٦٨٤، ٧٤٦، ٩٤٤. كلمة [حتى] زيادة من ك، وهي ثابتة في التفسير والزوائد. "فرقي" بكسر القاف وفتح الياء، وهو الثابت في ك وسائر الروايات، وفي ح "فرقا" بالألف، وهو جائز على لغة، وحقه أن يكتب بالياء أيضاً مع فتح القاف. "دمّوا وجه رسوله": أي أسالوا دمه، يقال "دماه يدميه" بتشديد الميم، "ابن أبي كبشة" يريد به رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، انظر ٢٣٧٠ ابن أبي قحافة: يريد أبا بكر الصديق، أبوه اسمه "عثمان" وكنيته "أبو قحافة". "إنه قد أنعمت عينها فعاد عنها، أو فعال عنها". أنعمت عينها، أي قرت، وكلمة "عينها" ثابتة في الأصلين وتاريخ ابن كثير، وأما ابن الأثير فلم يذكرها، وفسر "أنعمت" فقال ٣: ١٢٥ "كان الرجل من قريش إذا أراد ابتداء أمر عمد إلى سهمين فكتب على أحدهما "نعم" وعلى الآخر "لا" ثم يتقدم إلى الصنم ويجيل سهامه، فإن خرج سهم نعم أقدم، وإن خرج سهم لا امتنع، =

<<  <  ج: ص:  >  >>