فهذه ثمانون طبقة من طبقات أعلام الإسلام، وهي الطبقات التي كان فيها مجد الإسلام وعزه، وفيها أئمته وعظماؤه.
وأما الحافظ الذهبي فإنه غني عن التعريف، واسمه "شمس الدين أبو عبد الله محمد بن أحمد عثمان بن قايماز، التركماني الفارقي الأصل، المعروف بالذهبى". ولد بدمشق سنة ٦٧٣. قال تلميذه الحافظ الشريف أبو المحاسن محمد بن على الحسيني في "ذيل طبقات الحفاظ" ص ٣٥ - ٣٦:"ومصنفاته ومختصراته وتخريجاته تقارب المئة، وقد سار بجملة منها الركبان في أقطار البلدان، وكان أحد الأذكياء المعدودين، والحفاظ المبرزين". ومات الذهبى بدمشق ليلة الاثنين ٣ ذي القعدة سنة ٧٤٨ رحمه الله تعالى.
...
والجزء من "تاريخ الإسلام" الذي نقلت منه هذه الترجمة، ترجمة الإمام أحمد، جزء قديم، فيه الطبقة الخامسة والعشرون، أي تراجم الذين توفوا من سنة ٢٤١ إلى سنة ٢٥٠، وعدد أوراقه ١٠٥ ورقات، أي ٢١٠ صفحات، وأسطر الصفحة ٢٣ سطرًا، عرض السطر نحو ١٢.٥ سنتي.
وترجمة الإمام فيه في ٤٩.٥ صفحة.
وليس فيه تاريخ كتابته، والظاهر الراجح من النظرة الأولى أنه من خطوط القرن الثامن. وهو جيد الضبط والتصحيح، واضح القراءة، يدل على أن كاتبه ناسخ متقن، وعالم متمكن، نقله من خط المؤلف، ونص ما كتب في آخره:
"آخر الطبقة الخامسة والعشرين من تاريخ الإسلام. وعلقه من خط مؤلفه الحافظ شمس الدين بن الذهبى رحمه الله، فقير رحمة الله تعالى