للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

محمد بن إبراهيم بن محمد البسلي عفى الله عنه، والحمد لله وحده، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم".

وكلمة "البسلي" أثبتت هكذا دون إعجام، وأعجمه واضعوا فهرس دار الكتب المصرية (ج ٥ ص ٧١ طبعة سنة ١٣٤٨) دون تثبت، هكذا "البسيلي"! فذهبت أبحث لأتثبت، فوجدت في الضوء اللامع ترجمتين لرجلين: أحدهما "محمد بن إبراهيم بن علي بن محمد النشيلي نزيل مكة" ذكر أنه ولد سنة ٨٣٥ ببلدة "نشيل" من الغربية، ولم يذكر تاريخ وفاته (ج ٦ ص ٢٧١ - ٢٧٢). والآخر "محمد بن إبراهيم المقدسى الحنبلي ويعرف بالسبلي، بكسر المهملة ثم تحتانية بعدها لام" وذكر أنه كان "خازن كتب الضيائية" وأنه مات قريب سنة ٨٦٠ (ج ٦ ص ٢٨٣) فظننت أنه أحدهما على تردد.

ثم وجدت اليقين، وجدت في الضوء اللامع أيضًا (٦: ٢٧٧ - ٢٧٩) ترجمة "محمد بن إبراهيم بن محمد، الدمشقى الأصل الشاعر الشهير الطاهري، ويعرف بالبدر البشتكي" وأنه ولد بجوار جامع بشتك "الناصري"، ونشأ بخانقاه "بشتك"، وكان أحد صوفيتها، فعرف بالنسبة إليها، وذكر أنه كان ذا جلادة على النسخ مع الإتقان والسرعة الزائدة، بحيث كان ينسخ في اليوم خمس كراريس فأكثر، وأنه كتب بخطه من المطولات والمختصرات لنفسه ولغيره ما لا يدخل تحت الحصر كثرة، "خصوصًا النهر لأبي حيان، وإعراب السمين، والكرماني، وتاريخ الإسلام للذهبي" إلى آخره، فأيقنت أنه هو، بعد النص على أنه كان ينسخ تاريخ الإسلام.

ومن العجب حقّا أنه كان ينسخ في اليوم "خمس كراريس فاكثر"، ومن المعروف أن الكراس عشرون صفحة، أي أنه ينسخ في اليوم اكثر من

<<  <  ج: ص:  >  >>