(٦٣٦٣) إسناده صحيح، وهو قطعة من الحديث الطويل، الذي أشرنا إلى بعض رواياته عند الشيخين، كما مضى في ٦٣٦٠. ولكن هنا شبهة ضعف في قول عبد الرزاق "عن معمر عن الزهري عن سالم أو عن غير واحد"، لما فيه من التردد بين سالم، وبين ناس مبهمين لم تعرف أشخاصهم ولا أحوالهم. فلو انفردت هذه الرواية كانت ضعيفة من غير شك. ولم أجد أحداً من العلماء تعرض لهذه الرواية أو أشار إليها. والظاهر عندي أن هذا هو السبب في أن البخاري لم يخرج الحديث بطوله من رواية عبد الرزاق عن معمر، بل خرجه من رواية هشام بن يوسف الصنعاني عن معمر، كما ذكرنا في الحديث الأول. ولعل هذا أيضاً هو الذي حدا مسلماً أن لا يسوق لفظ الحديث بطوله، حين رواه كاملا ٢: ٣٧٤ عن عبد بن حميد وسلمة بن شبيب، كلاهما عن عبد الرزاق "حدثنا معمر عن الزهري عن سالم عن ابن عمر" إلخ، وقال: "بمعنى حديث يونس وصالح، غير أن عبد بن حميد لم يذكر حديث ابن عمر في انطلاق النبي -صلي الله عليه وسلم -مع أبي بن كعب في النخل". يعني هذا الحديث. وأيا ما كان فإن هذا الحديث صحيح، على الرغم من الشك في "سالم أو غير واحد" في هذا الإسناد، لثبوته وصحته من الرواي.