للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٦٥٢٥ - حدثنا محمد بن عبيد حدثنا محمد بن إسحق عن يزيد


(٦٥٢٥) إسناده صحيح، يزيد بن أبي حبيب: سبق توثيقه ٧٨٥، ونزيد هنا أنه ترجمه البخاري في الكبير ٤/ ٢/٣٣٦، والصغير ١٤٩، وابن سعد في الطبقات ٧/ ٢/٢٠٢. ناعم مولى أم سلمة: هو"ناعم بن أجيل" بضم الهمزة وفتح الجيم، الهمداني المصري، وهو فقيه تابعي ثقة، وترجمه البخاري في الكبير ٤/ ٢/١٢٥، وابن سعد ٥: ٢١٩، وقال البخاري: "كان في بيت شرف في همدان، أصابه سباء في الجاهلية، فأعتقته أم سلمة زوج النبي -صلي الله عليه وسلم -، أدرك عثمان". وذكره بعضهم في الصحابة، فلذلك ترجمه ابن الأثير في أسد الغابة ٥: ٧، والحافظ في الإصابة ٦: ٢٢٤، ولكن الراجح أنه تابعي كبير مخضرم.
والحديث رواه مسلم ٢: ٢٧٥، من طريق ابن وهب عن عمرو بن الحرث عن يزيد بن أبي حبيب عن ناعم مولى أم سلمة، مختصراً بنحوه. ولم يروه أحد من أصحاب الكتب الستة من رواية ناعم مولى أم سلمة غير مسلم في صحيحه. ولكنهم رووا معناه من أوجه أخر، كلفظ الحديث الماضي ٦٤٩٠، والحديث الآتي ٦٥٤٤. وقد أشار الحافظ في الفتح ٦: ٩٨ إلى رواية مسلم من هذا الوجه، ونسبها أيضاً لسعيد بن منصور في سننه.
وهو من رواية مسلم عن سعيد بن منصور عن ابن وهب. ثم وجدت الحديث في مجمع الزوائد ٨: ١٣٨ مطولاً، بنحو سياق المسند هنا, ولكنه قال في أوله: "عن نعيم مولى أم سلمة، قال: خرج ابن عمر حاجاً، حتى كان بين مكة والمدينة أتى شجرة فعرفها، فجلس تحتها، ثم قال: رأيت رسول الله -صلي الله عليه وسلم - تحت هذه الشجرة"، إلخ. فذكره بمعناه. وقال الهيثمي: "رواه أبو يعلى، وفيه ابن إسحق، وهو مدلس ثقة، وبقية رجاله رجال الصحيح إن كان مولى أم سلمة ناعم، وهو الصحيح، وإن كان نعيماً فلم أعرفه".
فيظهر من هذه الرواية أن الخطأ فيها في ذكر "نعيم" بدل "ناعم" وفي ذكر"ابن عمر" بدل "ابن عمرو": إلا أن يكون الأخير خطأ من ناسخ أو طابع. ثم استفدنا منها تأييد ما سنفسر به "تيمم"، وحذف "الشجرة" للعلم بأنها مرادة من باقي السياق. والحمد لله.
قوله "تيمم": يريد قصد، على المعنى اللغوي للتيمم، بدلالة باقي السياق. وقوله "فنظر حتى إذا استبانت جلس تحتها": هو بحذف مفعول "تيمم"، وهو الشجرة المذكورة بعد في قول ابن عمرو "رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تحت هذه الشجرة"، كأنه قال: تيمم شجرة حتى =

<<  <  ج: ص:  >  >>