للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

عبد الملِك بن عُمَيْر حدثنا إياد بن لَقِيط عن أبي رِمْثَةَ، قال: أتيتُ النبي - صلي الله عليه وسلم -


= المفهوم المعقول، لا إلى النابي الشاذّ. فالذي يثبت على النقد، والذي يكاد يجزم به الناقد العارف، والذي هو الراجح عند الموازنة: أن أبا رمثة كان مع أبيه، وأن من ذكر من الرواة غير ذلك فقد وهم. فإن أكثرُ الروايات تدور على رواية إباد بن لقيط عن أبي رمثة. وقد روى عنه خمسة من الرواة: أن أبا رمثة كان مع أبيه، وروى عنه اثنان عكس ذلك.
ويكفى في ترجيح رواية الخمسة عن إياد، أن يكون منهم سفيان الثوري، أمير المؤمنين في الحديث في عصره، كما وصفه بذلك الأئمة الحفاظ: شُعبة، وابن عيينة، وأبو عاصم وابن معين، وغيرهم، بل قال ابن مهدي: "كان وُهَيْب يقدم سفيان في الحفظ على مالك". وقال يحيى القطان: "سفيان فوق مالك في كل شيء". وقال أيضاً: "ليس أحد أحبّ إليّ من شُعبة، ولا يعدله أحد عندي، وإذا خالفه سفيان أخذت بقول سفيان".
وقال شُعبة: "سفيان أحفظ مني". وقال ابن معين: "ما خالف أحدٌ سفيانَ في شيء إلا كان القول ما قال سفيان". وقال شُعبة أيضاً: "إذا خالفني سفيان في حديث، فالحديث حديثه". ثم قد تابعه على روايته هذه أربعة: أحدهم: "عُبيد الله بن إباد"، وهو ثقة حافظ أيضاً، "كان عبد الله بن المبارك يعجب به". وقال أبو نعيم: "كان ابن إياد ثقة، وكان له صحيفة فيها أحاديثه". فمثل هذا مستوثق مما يروي، بما قيّد روايته بالكتابة. ثم الغالب أن يكون أعرف بحديث أبيه من غيره. وثانيهم: ابن أبجر، وهو "عبد الملك بن سعيد بن حيان بن أبجر"، سبق توثيقه (٤٦٢٣)، قال الثوري: "حدثنا من لم تر عيناك مثلَه: ابن أبجر". وقال العجلي: "كان ثقة ثبتًا في الحديث، صاحب سنة". وترجمه ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (٢/ ٢/ ٣٥١ - ٣٥٢). و "حيان": بالحاء المهملة والياء التحتية. و "أبجر" بفتح الهمزة والجيم بينهما باء موحدة ساكنة. وثالثهم. ورابعهم: على بن صالح، وقيس بن الربيع، وهي ثقتان، فيهما كلام من قبل حفظهما. فمتابعتهما جيدة مقبولة. وأما المخالف لسفيان ومن تابعه، فهما اثنان: أحدهما: ابن عُمَيْر، وهْو "عبد الملك ابن عُمَيْر بن سويد"، وهو تابعي ثقة، إلا أنهم تكلموا في حفظه، وتغير حفظه قبل موته، فقد عاش ١٠٣ سنين. وثانيهما: الشيباني، والظاهر أنه أبو إسحق الشيباني، وهو ثقة حجة، لا خلاف في ذلك. ولكنه لا يوزن هو وابن عُمَيْر بالثوري وحده، فضلا عن أربعة آخرين تابعوا الثوري. فهذه رواية إياد بن لقيط، الراجع فيا ما ذكرنا، رجحانًا بيتًا =

<<  <  ج: ص:  >  >>