للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وَعِنْدَهُ نَاسٌ مِنْ رَبِيعَةَ يَخْتَصِمُونَ فِى دَمٍ فَقَالَ: "الْيَدُ الْعُلْيَا أُمَّكَ وَأَبَوكَ وَأُخْتَكَ وَأَخَوك، َ وَأَدْنَاكَ أَدْنَاكَ"، قَالَ فَنَظَرَ فَقَالَ: "مَنْ هَذَا مَعَكَ أَبَا رِمْثَةَ؟ "، قَالَ قُلْتُ ابْنِي، قَال: َ "أَمَا إِنَّهُ لَا يَجْنِي عَلَيْكَ، وَلَا تَجْنِي عَلَيْهِ،


= واضحًا، يكاد يصل إلى اليقين. وقد تابعه على ذلك تابعي آخر مجهول الحال، هو ثابت ابن منقذ، سنذكره عند روايته (٧١١٤) إن شاء الله. وروايته تصلح للمتابعة والاستشهاد. ولم يخالفه إلا تابعي آخر، هو "عاصم". والظاهر لي الآن أنه عاصم بن سليمان الأحول، وهو ثقة معروف، ولكن تكلم بعضهم في حفظه أيضاً. ثم إن سياق الروايات لا يكاد يلتبس على قارئها أن الأقرب فيها أن يكون أبو رمثة راويها هو الذي كان مع أبيه. وهذا شيء يقع في نفس القارئ، يطمئن إليه، ولعله يعجز عن إقامة الحجة عليه. وقوله في الحديث، في هذه الرواية إناس من ربيعة، يختصمون في دم: هكذا جاء في هذه الرواية والرواية الآتية (٧١٠٨). والذي في الرواية الماضية (٧١٠٥) أنهم من بني -بوع، وكذلك فيما سيأتي (١٧٥٦٨) أنهم من بني ثعلبة بن يربوع. ولعل هذا أصح. لأن النسائي روى أحاديث بأسانيد متعددة (٢: ٢٥١) عن ثعلبة بن زهدم اليربوعي، بنحو هذا المعنى، أن الحادثة كانت في بني ثعلبة بن يربوع، وأن النبي -صلي الله عليه وسلم - قال: "ألا لا تجني نفس على الأخرى". وروى نحو ذلك عن رجل من بني ربوع، ولعله ثعلبة هذا، وروى ذلك عن طارق المحاربي أيضًا. والحديث الذي رواه النسائي عن رجل من بني يربوع مختصر، اقتصر فيه على معنى "لا تجني نفس على أخرى"، ولكنه في الأصل مطول، رواه أحمد في المسند (٥: ٣٧٧ ح) عن الأشعث بن سليم عن أبيه عن رجل من بني يربوع، قال: "أتيت النبي - صلي الله عليه وسلم -، فسمعته وهو يكلم الناس، يقول: يد المعطي العليا، أمك وأباك، وأختك وأخاك، ثم أدناك أدناك، فقال رجل: يا رسول الله، هؤلاء بنو ثعلبة بن يربوع الذي أصابوا فلانًا، قال: فقال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: ألا لا تجني نفس على أخرى". وهو حديث صحيح، ذكر الهيثمي في مجمع الزوائد (٣: ٩٨) منه أوله "يد
المعطي العليا" إلخ، وقال: "رواه أحمد، ورجاله ليجال الصحيح". فهذا الحديث شبيه في سياقته بحديث أبي رمثة، ولعلهما كان معًا في ذلك المجلس: أبو رمثة والرجل من بني يربوع. فعن هذا كله نرجح أن القصة في بني يربوع، لا في "ربيعة". وقوله في آخر =

<<  <  ج: ص:  >  >>