للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

والذي نفس محمَّد بيده، مايهمنُّى من انقصافهم على أبواب الجنة أهم من تمام شفاعتى، وشفاعتى لمن شهد أن "لا إله إلا الله" مخلصاً، يصدق قلبه لسانه، ولسانه قلبه".


= والثاء المثلثة، فأثبتناه كذلك، وإن كان الراجح غيره. والقول الآخر الصحيح "معتب": بفتح العين المهملة وتشديد التاء المثناة المكسورة وآخره باء موحدة. وهذا هو الراجح الثابت في جامع المسانيد. وهو الذي ضبطه به الذهبي فما المشتبه، ص: ٤٩٨، وأثبته ناسخا المخطوطتين بهامشهما. وهو الذي اقتصر عليه البخاري في الكبير في ترجمته وفي ترجمة "سالم" الراوى عنه. وحكى الحافظ القولين في التعجيل، ثم قال في آخر الترجمة: "ولم أر من ضبط أباه بالغين المعجمة ثم المثلثة" - يعني أنه لم يجد من ضبطه بذلك بالتقيد بالكتابة. ولكنه قول ثابت دون تقييد، في هذا الموضع من الأصول الثلاثة، وفي رواية أخرى لهذا الحديث، ستأتي: ١٠٧٢٤، وفيها: "عن معاوية بن مغيث أو معتب". وهذه الرواية أثبتها الحافظ ابن كثير في جامع المسانيد أيضاً. فلذلك أثبتنا هنا ماثبت في الأصول الثلاثة، وإن كان هو القول المرجوح. وأما ابن أبي حاتم، فإنه حكى قولاً، ثالثاً شاذاً. قال: "معاوية بن عتبة الهذلي، مصري، ويقال: ابن معتب".
فالقول بتسمية أبيه "عتبة" لم أجده عند غيره، إلا نقلا عنه، كما في التعجيل. وهو قول- عندي- لاسند له! والحديث سيأتي مختصراً: ١٠٧٢٤، عن عثمان بن عمر، عن عبد الحميد بن جعفر، "عن يزيد بن أبي حبيب، عن معاوية بن مغيث أو معتب" - بإسقاطا "سالم بن أبي سالم" بين يزيد ومعاوية. وهكذا ثبت أيضًا في جامع المسانيد، نقلا عن تلك الرواية, فالظاهر أن إسقاطه خطأ من عبد الحميد بن جعفر". ولعلنا نجد بياناً آخر عند شرح ذاك، إن شاء الله.
والحديث بالروايتين- في جامع المسانيد ٧: ٣٧٩. وذكره الهيثمي في الزوائد ١٠: ٤٠٤، وقال: "أحمد، ورجاله رجال الصحيح، غير معاوية بن معتب، وهو ثقة". قوله "انقصافهم على أبواب الجنة": من "القصف" بفتح القاف وسكون الصاد المهملة ثم الفاء. وهو: الكسر والدفع الشديد لفرط الزحام، حتى يقصف بعضهم بعضاً. قال ابن الأثير: "يعني استسعادَهم بدخول الجنة وأن يتم لهم ذلك- أهم عندي من أن أبلغ أنا منزلة الشافعين المشفَّعين. لأن قبول شفاعته كرامة له. فوصولهم إلى مبتغاهم آثرُ عنده من =

<<  <  ج: ص:  >  >>