للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٦٣٩ - حدثنا يحيى عن شعبة حدثنا عمرو بن مرة عن عبد الله ابن سَلِمة قال: أتيت على علي أنا ورجلان، فقال: كان رِسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقضي حاجته تم يخرج فيقرأ القرآن ويأكل معنا اللحم، ولا يحْجِزه، وربما قال يحجبه، من القرآن شيء ليس الجنابةَ.

٦٤٠ - حدثنا عبد الله بن نُمَيْر حدثنا هشام عن أبيه عن عبد الله ابن جعفر عن على قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "خير نسائها مريم


(٦٣١) إسناده صحيح. وقد مضى بعض معناه ٦٢٧. "ليس الجنابة": قال الخطابي في معالم السنن١: ٧٦: "معناه غير الجنابة، وحرف "ليس" لها ثلاثة مواضع: أحدها، أن تكون بمعنى الفعل، ترفع الاسم وتنصب الخبر، كقولك ليس عبد الله عاقلا، وتكون بمعنى لا، كقولك رأيت عبد الله ليس زيداً، تنصب به زيدا كما تنصب بلا، وتكون بمعنى غير، كقولك ما رأيت أكرم من عمرو ليس زيد، أي غير زيد، وهو يجر ما بعده". قال السيوطي في عقود الزبرجد بعد نقل كلام الخطابي: "وقال الزركشي في تخريج أحاديث الرفاعي " ليس"، هنا بمعنى غير، وقال البزار: إنها بمعنى إلا، ويؤيده رواية ابن حبان: إلا الجنابة، وفي رواية: ما خلا الجنابة. وقال الشيخ ولي الدين العراقي في شرح أبي داود: ضبطنا لفظ الجنابة في أصلنا بالنصب، وله توجيهان: أحدهما أن ليس هي الناسخة، واسمها ضمير راجع للبعض المفهوم مما تقدم، ولفظ الجنابة هو الخبر، والتقدير: ليس بعض ذلك الشىء الجنابة.
والثاني أنها حرف ناصب للمستثنى، بمعنى إلا، ويدل عليه قوله في رواية مسلم وابن ماجة إلا الجنابة. وقد أثبت بعضهم هذا المعنى لليس، والصحيح إنكاره، وأن ماورد من ذلك يحمل على أنها ناسخة بالتقدير المتقدم. ويمكن في قوله ليس الجنابة الرفع، على أن يكون الجنابة اسم ليس، وخبرها محذوف، تقديره: ليس الجنابة من ذلك. انتهى".
(٦٤٠) إسناده صحيح. هشام: هو ابن عروة بن الزبير. عبد الله بن جعفر: هو ابن جعفر بن أبي طالب. والحديث رواه البخاري ٦: ٣٣٩ و ٧: ١٠٠ - ١٠١ من الفتح، ورواه أيضا مسلم ٢: ٢٤٣ والترمذي ٤: ٣٦٥. نسائها: في الفتح:" قال القرطبي: الضمير عائد على غير مذكور، لكنه يفسره الحال والمشاهدة، يعنى به الدنيا .. قلت: ووقع عند مسلم من رواية وكيع عن هشام في هذا الحديث: وأشار وكيع إلى السماء والأرض. فكأنه أراد أن يبين أن المراد نساء الدنيا وأن الضميرين يعودان إلى الدنيا".

<<  <  ج: ص:  >  >>