ورواية الدارقطني التى أشار إيها الحافظ هى في سننه ٨٣ من طريق روح بن عبادة: "حدثنا ابن جريج أخبرني حبيب بن أبي ثابت، ثم رواه من طريق عبد المجيد بن أبي رواه "عن ابن جريج عن حبيب". وهذا النقد من الحافظ والتعليل شيء غير محرر، فإن راويين ثقتين، هما يزيد البيسري هنا وروح بن عبادة عند الدارقطني نقلا عن ابن جريج أنه قال: " أخبرني حبيب بن أبي ثابت"، فلا يستقيم بعد ذلك ادعاء أن ابن جريج لم يسمع من حبيب! وابن جريج ثقة قديم، وهو عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج، مات سنة ١٥٠ أو ١٥١ عن نحو ٧٦ أو أكثر، وحبيب بن أبي ثابت مات سنة ١١٩ عن أكثرمن ٧٠ سنة، وأكثرما قيل في ابن جريج شيء من التدليس، قال يحيى بن سعيد: "كان ابن جريج صدوقاً، فإذا قال حدثني فهو سماع، وإذا قال أخبرني فهو قراءة، وإذا قال قال. فهو شبه الريح"، وقال سليمان بن النضر: "ما رأيت أصدق لهجة من ابن جريج"، فكيف يستساغ بعد هذا الحكم بالوهم دون حجة على راويين رويا عنه أنه قال "أخبرني حبيب"!! وأما ادعاء أبي حاتم أن الواسطة بينهما هو الحسن بن ذكوان، فهو قول عجيب، لا أكاد أجد له وجهَاً، ولا أدري من أين أتى؟! وأما أن حبيباً لم يسمع من عاصم بن ضمرة وأن بينهما رجلا ليس بثقة، كما نقل الحافظ عن ابن معين، وأن هذا الذي ليس بثقة هو عمرو بن خالد الواسطي، كما نقل عن البزار، فأخشى أن يكون وهماً من الحافظ، انتقل به نظره من موضع إلى موضع!! فقد مضى في ١٢٤٦ شبه هذا التعليل: أن الحسن بن ذكوان روى حديثين عن عاصم بن ضمرة، وأنه لم=