للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فيهم فلا تردّون؟! قال: قد رددتُ، قال: ما هكذا الردّ، أُسمعُك ولا تُسمعني؟! يا طلحة، أَنْشُدك اللهَ، أَسمعتَ النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: "لَايُحل دمَ المسلم إلا واحدةٌ من ثلاث: أن يكفر بعد إيمانه، أو يزني بعد إحصاَنه، أو يَقتل نفسًا فيقتلَ بها"؟ قال: اللهم نعم، فكبّر عثمان، فقال: والله ما أنكرت الله منذ عرفتُه، ولا زنيت في جاهلية ولا إسلام، وقد تركته في الجاهلية تكرُّهَاً، وفي الإسلام تعفّفاً وما قتلتُ نفسًا يَحِلُّ بها قتلي.

١٤٠٣ - حدثنا قُتَيبة بن سعيد حدثنا بكر بن مُضَر عن ابن الهاد


(١٤٠٣) إسناده صحيح، بكر بن مضر بن محمد بن حكيم المصري: ثقة. ابن الهاد: هو يزيد بن عبد الله بن أسامة بن الهاد. أبو سلمة بن عبد الرحمن بن عوف: تابعي كبير ثقة، كثير الحديث، اختلف في اسمه، والصحيح أن اسمه "عبد الله" وأنه كني "أبا سلمة" لما ولد له ابنه "سلمة" كما في ابن سعد ٥: ١١٥ - ١١٧. وفى التهذيب ١٢: ١٧ أن المزي جزم بأنه لم يسمع من طلحة، وأن ابن أبي خيثمة والدوري رويا ذلك عن ابن معين، وأنا أرى أن الجزم بعدم سماعه من طلحة لا دليل عليه، فإن طلحة قتل يوم الجمل سنة ٣٦ وكانت سن أبي سلمة إذ ذاك ١٤ سنة، لأنه مات سنة ٩٤ عن ٧٢ سنة على الصحيح الذي رجحه ابن سعد، بل لعله كان أكبر سناً من ذلك، ففي ابن سعد: "أن سعيد بن العاص بن سعيد بن العاص بن أمية لما ولي المدينة لمعاوية بن أبي سفيان في المرة الأولى استقضى أبا سلمة بن عبد الرحمن بن عوف على المدينة، فلما عزل سعيد ابن العاص وولى مروان المدينة المرة الثانية عزل أبا سلمة بن عبد الرحمن عن القضاء، وولى القضاء وشرطه أخاه مصعب بن عبد الرحمن بن عوف". وولاية سعيد بن العاص الأولى على المدينة كانت في شهر ربيع الآخر سنة ٤٩ وعَزْله وولاية مروان الثانية كانت سنة ٥٤ كما في تاريخ الطبري ٦: ١٣٠، ١٦٤ وقد نص الطبري أيضاً على استقضاء سعيد أبا سلمة في سنة ٤٩، فكانت سن أبي سلمة حين مقتل طلحة سنة ٣٦ أربعة عشر عاماً أو أكثر، وكانا مقيمين بالمدينة، فأنى لأحد أن يدعي أنه لم يسمع منه؟! وقد وقع لي في الجزء الأول من هذا الكتاب في شأن أبي سلمة بن عبد الرحمن خطأ =

<<  <  ج: ص:  >  >>