للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

عن محمد بن إبراهيم عن أبي سَلَمة بن عبد الرحمن عن طلحة بن عُبيد الله: أن رجلين قدما على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وكان إسلامهما جميعاً، وكان أحدهما أشدَّ اجتهاداً من صاحبه، فغزا المجتهد منهما، فاستشهد، ثم مكث الآخر بعده سنة، ثم توفي، قال طلحة: فرأيت فيما يرى النائم كأني عند باب الجنة، إذا أنا بهما وقد خرج خارج من الجنة، فأَذن للذي تُوفّي الآخرَ منهما، ثم خرج فأَذن للذي استشهد، ثم رجعِا إلىَّ، فقالا لى: ارجع، فإنَه لم يأْن لك بعد، فأصبح طلحةُ يحدّث به الناس، فعجبوا لذلك، فبلغ ذلك رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: "من أيّ ذلك تعجبون؟ " قالوا: يا رسول الله، هذا كان أشدَّ اجتهاداً ثم استُشهد في سبيل الله ودخل هذا الجنةَ قبله؟ فقال: "أليس قد مكث هذا بعده سنة؟ " قالوا: بلى، "وأدرك رمضانَ فصامه"؟ قالوا: بلى، "وصلى كذا وكذا سجدةً في السنة؟ " قالوا: بلى، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "فَلَما بينهما أبعدُ ما بين السماء والأرض".


= مستغرب، أستدركه هنا وأستغفر الله، فقد حققت في شرح الحديثين ٤١٢، ٤١٣ أن أبا عبد الرحمن السلمي سمع من عثمان، وهذا صحيح، ثم جئت في شرح الحديث ٤٢٠ فصححت إسناده، وهو عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن عثمان، وأحلت تصحيح سماع أبي سلمة من عثمان على الموضع السابق، شرح ٤١٢، ٤١٣، وهي إحالة خطأ، على شيء لم يكن، انتقل الذهن فيها من أبي عبد الرحمن السلمي إلى أبي سلمة بن عبد الرحمن، ولكن إسناد ٤٢٠ صحيح أيضاً، فإنْ أبا سلمة كان بالمدينة كما قلنا، وعثمان قتل سنة ٣٥ قبل مقتل طلحة بقليل، فسماع أبي سلمة منه غير مستبعد، ولم يعرف أبو سلمة بتدليس، والحمدلله. لم يأن: لم يحن وقته. والحديث رواه أبن ماجة ٢: ٢٣٨ من طريق الليث بن سعد عن ابن الهاد. وهو مطول ١٣٨٩. وانظر ١٤٠١. وفى الموطأ ١: ١٨٧ - ١٨٨ قصة نحو هذه بلاغَاً عن عامر بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه، وذكر ابن عبد البر أن ابن وهب رواه عن مخرمة بن بكير عن أبيه عن عامربن سعد، وستأتي في ١٥٣٤ موصولة في مسند سعد بن أبي وقاص.

<<  <  ج: ص:  >  >>