للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ابن مسْمار عن عامر بن سعد: أن أخاه عُمر انطلق إلى سعد في غنم له خارجَاً من المدينة فلما رآه سعد قال: أعوذ بالله من شر هذا الراكب! فلما أتاه قال: يا أبت، أرضيتَ أن تكونَ أعرابياً في غنمك والناس يتنازعون في المُلك بالمدينة؟! فضرب سعد صدر عُمر، وقال: اسكتْ، إني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: إن الله عز وجل يحب العبد التقيّ الغنيّ الخفيّ".

١٤٤٢ - حدثنا أبو عامر حدثنا فُليح عبد الله بن عبد الرحمن،


= وكنيته في التهذيب "أبو يحيى" وهو خطأ من النسخ أو الطبع، وذُكر في التقريب على الصواب. بكير بن مسمار مولى سعد بن أبي وقاص: ثقة، وثقه العجلي، وقال البخاري في الكبير ١/ ٢ /١١٥: "فيه بعض النظر". وأخرج له مسلم. والحديث رواه مسلم ٢: ٣٨٥ عن إسحق بن إبراهيم وعباس بن عبد العظيم عن أبي بكر الحنفي. وقد صدق سعد في فراسته في ابنه عمر، إذ استعاذ بالله من شره، لعله كان يعرف عنه التطلع إلى الفتن السياسية، والطمع في الإمارة، فكان أن ابتلي عمر هذا بالدخول في أكبر فتنة، فاستعمله عبيد الله بن زياد على الري وهمدان، ثم أمره حين قدم الحسين بن علي إلى العراق أن يخرج إليه فيقاتله، فأبى، ثم أطاع إذ هدده ابن زياد بعزله وهدم داره، فكان على رأس الجيش الذي قتل الحسين رضى الله عنه، ثم انتقم الله له، لما غلب المختار بن أبي عبيد على الكوفة قتل عمر بن سعد وابنه حفصَاً. انظر التهذيب ٧: ٤٥٠ - ٤٥٢ وابن سعد ٥: ١٢٥.
(١٤٤٢) إسناده صحيح، أبو عامر: هو العقدي. فليح: هو ابن سليمان بن أبي المغيرة المدني، و"فليح" لقب غلب عليه, واسمه "عبد الملك"، وهو ثقة تكلموا فيه كثيرًا، فضعفه ابن معين وغيره، والظاهر أن سبب هذا أنه كان يتكلم في رجال مالك، وقال ابن عدي؟ "لفليح أحاديث صالحة، يروي عن الشيوخ من أهل المدينة أحاديث مستقيمة وغرائب، وقد أعتمده البخاري في صحيحه، وروى عنه الكثير، وهو عندي لا بأس به"، وقال الحاكم: "اتفاق الشيخين عليه يقوي أمره"، وقد ترجم له البخاري في الكبير ٤/ ١/ ١٣٣ والصغير١٩٣ فلم يذكر فيه جرحاً. ومع هذا فإنه لم ينفرد برواية هذا =

<<  <  ج: ص:  >  >>